بالرغم من الإبداع النظري للعقل السياسي العربي في الخضوع السياسي لمفاصل النظرية السياسية الغربية في ظل الأزمات السياسية التي حدثت وما زالت تحدث والتي تعكس بالضرورة الانقسام الإيديولوجي في الفكر السياسي العربي الذي أصبح مضمونه السياسي العميق ولغته الحوارية الواضحة مجرد مضامين خطابات سياسية تتميز بالاستعباد السياسي لفكر سياسي غربي أكثر مبادئه منطقية هو ان تملك مفاعل ولكن ليس نوويا وإنما مفاعل استجابة لمتطلبات سياسية نابعة من ثقافة استعمارية جديدة. فمن ينظر إلى الشرق الأوسط من خلال النظرية السياسية الغربية يجد كفاءة وقدرة عجيبة لمشرع سياسي استطاع تصميم مجتمعات يسودها الصراعات السياسية والأيديولوجية المختلفة في فترات متفاوتة ،من هنا بدأت الطريق إلى الشرق الأوسط المفهوم الجزئي الذي يعبر عن فلسفة المصالح الاقتصادية الغربية ،فالعقل السياسي الغربي الذي ينتج النظريات السياسية يتعامل بدقة تامة مع أشكال الوعي العربي من خلال آليات حاكمة لحركة التفكير السياسي تجعله محاطا بقيود محدده يكون الهدف منها تطبيق صور مختلفة للقرار السياسي المراد تعريبه ،ليصبح العقل السياسي العربي أسيرا للقرارات سياسية غربية أصبحت هي المرجعية في تحديد السياسات الداخلية والخارجية للدولة ،فصناعة النظرية السياسية في ضوء آليات حاكمة ومصالح ضيقه وغرف سوداء للسياسة الخارجية الغربية فرضت صور مختلفة لسياسات استطاعت إيجاد بيئة خصبة في الدول العربية لزراعة مفاصل النظرية السياسية الغربية التي تجعل من السياسة العربية سياسة متشرذمة ومترددة في اتخاذ القرارات السياسية المؤثرة ،بل إنها قادرة على جعلها سياسة منضبطة تحمل خطابات إعلامية لا تعكس جوهرها الحقيقي وهو الخضوع السياسي لسياسة العقل الغربي . ولذلك أصبح العقل الغربي المحرك الأساسي للسياسة العربية من خلال الدور الذي يلعبه وهو جذب العقول العربية إلى مصانع الفكر الغربية التي تقوم بواجبها على أكمل وجه وهو أعادت برمجتها وفقا لخرائط دماغيه غربية الإنتاج ومركزها العالم العربي . [email protected]