في أروع مشاهد الإيثار والتضحية قامت الزوجة مريم حسن احمد الشبعان من بلدة القارة بالأحساء بعمل بطولي بالتبرع لزوجها يوسف محمد احمد الشبعان في قلما تجد بمثل هذا العمل النبيل الذي يجسد محبة الزوج لزوجها ، وبعد توفيق الله جلا وعلا ونجاح العملية بادرت والدتها / أم علي الشبعان وأبنائها وبناتها بعمل وليمة كبيرة على مستوى البلدة بمجلس آل علي بقرية القارة يوم الجمعة الماضي 12/02/1433 ه دعي له جمع غفير وقبل تفضل الضيوف لتناول الوليمة ترجلت احدى المدعوات بكلمة أشادت بروح المحبة والتعاون والتضحية بين الزوجين في جميع المجالات وذكرتنا بوقفة العباس أبن علي عليه السلام تجاه أخيه الأمام الحسين يوم حادثة الطف ثم تحدثت والدتها وأشادت بابنتها لما قامت به من عمل بطولي تجاه زوجها ثم أهدتها كتاب الله ( القرآن الكريم ) وطقم ذهب قيم . كما قام أخوتها وأخواتها وبعض المدعوين بتقديم مبالغ مالية و هدايا لها ، حيث ذرفت دموع جميع المدعوون بعد احتضان الابنة لوالدتها . وتحول المشهد إلى موقف حزين تباكي له الجميع وحمدوا الله سبحانه وتعالى لنجاح العملية للطرفين و حرصوا عائلتها على أن تكون الوليمة مندي حساوي لحم وصالونه عدس ومندي دجاج . وبعد الانتهاء من وجبة الغداء كان لنا لقاء من المكرمة مريم حيث قالت في بادئ الأمر احمد الله سبحانه وتعالى أن تكللت العملية بالنجاح لي ولزوجي وهذا بتوفيق من الله رب العزة والجلال ودعاء المؤمنين الذين لم يتوقفوا عن السؤال عني وزوجي طوال فترة محنتنا ولي بهذه المناسبة أن أتقدم بالشكر الجزيل لوالدتي أطال الله في عمرها ولأخوتي وأخواتي الذين ضربوا أروع المثل الأعلى في وقفتهم معي ومع زوجي وأبنائي وحرصهم علينا ودعاؤهم لنا كما لا يفوتني أن اشكر جميع أهالي بلدتي صغيرها وكبيرها رجالها ونساؤها شيبها وثيبها على كل ما لقيته من دعاء وشكر وثناء وتقدير وهذا اقل القليل أقدمه لزوجي العزيز الذي لم أبادر بهذا العمل النبيل تجاهه إلا لأنه كفؤاً له . كما التقينا بوالدة المتبرعة أم علي الشبعان التي ذرفت عيونها دموعاً بعد أن وجهنا لها سؤالاً عن شعورها بعد انتهاء العملية بالنجاح ... تقول انه والله لم تغمض لي عين حتى سماعي نجاح العملية التي قامت بها ابنتي بالتبرع بأغلي ما لديها بكليتها لزوجها وبرضاها حيث أنها سألتني قبل العملية ما رأيكي يا أمي بأنني ارغب بالتبرع لزوجي فرديت عليها ودون كلل أن ما تقومين به من عمل لهو العمل الصائب الذي يجب أن تقوم به كل امرأة تجاه زوجها ولله الحمد والمنة أن تكللت العملية بالنجاح. أما الشقيق الأكبر للمتبرعة الأستاذ / علي الشبعان فأشاد بما قامت به شقيقته بأنه عمل جبار وهذا من نبل الأخلاق الحميدة التي علمنا إياه الرسول الأكرم صلوات الله وسلامه عليه وأشاد بوقفتها الصادقة مع زوجها . ثم تحدثت الشقيقة الكبرى أم حسين العمراني عن موقف أختها تجاه زوجها بان ليس بغريب عليها فقد عُرف عنها شجاعتها وشهامتها والتزامها ونرجو من الله أن يحسبها في أعمالها الخيرة يوم القيامه . واخيراً وجهنا سؤالنا للسيدة حوراء عبد الله الشخص زوجة شقيقها كيف تصفين ما قامت به مريم ... فأجابت اولاً بعد حمد الله وشكره على نعمة أحب أن أشيد بالموقف البطولي للشابة المؤمنة مريم وهذا أن دل على شي فإنما يدل على حبها واخلاصها لزوجها وأنه كفؤاً لهذا التبرع التي قامت به تقديراً وامتناناً لزوجها . وفي الختام نسأل الله أن يدوم عليهما نعمة الصحة والعافية وعلى جميع مرضى المسلمين والمسلمات في بقاع الأرض أن سميع مجيب الدعاء .