وصل فريق من طليعة مراقبي الجامعة العربية الى سوريا يوم الخميس قبل نشر المراقبين الذين سيحكمون على مدى تنفيذ دمشق لخطة سلام وافقت عليها الشهر الماضي. وتتضمن الخطة سحب القوات السورية من الشوارع واطلاق سراح السجناء السياسيين وبدء حوار مع المعارضة. وقتل الالاف في حملة امنية تشنها قوات الرئيس السوري بشار الاسد ضد الاحتجاجات المطالبة بانهاء حكمه والتي تتحول بشكل متزايد الى قتال بين قوات منشقة وقوات الامن. وقالت مصادر بالجامعة العربية ان فريق طليعة المراقبين الذي يقوده سمير سيف اليزل الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية يضم نحو عشرة اشخاص من بينهم خبراء ماليون واداريون وقانونيون وانه سيعمل على ضمان حرية الحركة للمراقبين في انحاء سوريا. ويصل فريق المراقبين الذي يضم نحو 150 مراقبا الى سوريا بنهاية ديسمبر كانون الاول. وتأخرت سوريا ستة اسابيع قبل ان توقع يوم الاثنين البروتوكول الخاص بنشر المراقبين. ويصعب التحقق من الاحداث في سوريا مع حظر السلطات عمل معظم الصحفيين المستقلين. وقالت السلطات السورية يوم الخميس ان 2000 من قوات الشرطة والجيش قتلوا في تسعة اشهر من الاضطرابات. وبذلك يرتفع عدد القتلى من قوات الامن الى نحو ضعفي الرقم الذي سبق ان اعلنته دمشق ويأتي ذلك بعد اسابيع من هجمات متزايدة يشنها منشقون عن الجيش ومسلحون ضد القوات الموالية للاسد. وقالت سوريا في خطاب وجهته الى الاممالمتحدة ونشرته وكالة الانباء العربية السورية ان القتلى "تجاوزوا الان 2000 شهيد من الامن والجيش السوري هذا في الوقت الذي ما يزال البعض يرفض فيه الاقتناع او الاستماع الى وجود عمليات ارهابية في سورية.. أليس لهؤلاء مكان في قرارات الجمعية العامة ومجلس الامن ومجلس حقوق الانسان." وجاءت هذه الرسالة ردا على اتهامات نافي بيلاي مفوضة الاممالمتحدة السامية لحقوق الانسان بأن الحملة الامنية على المحتجين السوريين -التي قالت الاسبوع الماضي انها اسفرت عن مقتل 5000 شخص- قد تشكل جرائم ضد الانسانية. كما جاءت بعد تقارير للمرصد السوري لحقوق الانسان قال فيها ان قوات الامن السورية حاصرت وقتلت 111 شخصا هذا الاسبوع في محافظة ادلب الشمالية في اكثر الهجمات دموية منذ اندلاع الانتفاضة السورية في مارس اذار. وزادت اعداد القتلى احتمالات تطور الامور الى حرب اهلية في سوريا حيث ما زال الاسد (46 عاما) يحاول اخماد الاحتجاجات مستعينا بقواته العسكرية التي تدعمها الدبابات على الرغم من عقوبات دولية. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 21 شخصا اخرين قتلوا يوم الخميس وان أغلبهم قتل في حمص لكن بعضهم قتل في ادلب وفي محافظة درعا الجنوبية حيث اندلعت الشرارة الاولى للانتفاضة ضد الاسد مستلهمة ثورات الربيع العربي التي اطاحت بحكام كل تونس ومصر وليبيا. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد الذي مقره لندن ان من الواضح ان قوات الاسد تحاول اخماد المعارضة في ادلب ودرعا قبل وصول فريق المراقبين الرئيسي. وقال مصدر سياسي في لبنان المجاور ان الاسد يحاول سحق المعارضة في المنطقة قبل وصول المراقبين للحيلولة دون اقامة منطقة عازلة بقوة الامر الواقع قرب الحدود التركية. ووصفت فرنسا اعمال القتل التي وقعت يوم الثلاثاء بأنها "مذبحة لم يسبق لها مثيل". وقالت الولاياتالمتحدة ان سوريا "انتهكت بشكل واضح التزامها بوقف العنف" بينما ادانت تركيا حليف دمشق السابق السياسة السورية "القمعية التي حولت البلاد الى حمام دم". وظلت محافظة ادلب احد معاقل حركة الاحتجاجات التي تستلهم موجة ثورات الربيع العربي التي اجتاحت العالم العربي هذا العام. ومثلها مثل غيرها من مراكز الاحتجاجات شهدت المحافظة احتجاجات سلمية تحولت لاحقا بشكل متزايد الى مواجهات مسلحة يقود اغلبها منشقون عن الجيش. وقال المجلس الوطني السوري المعارض ان 250 شخصا قتلوا يومي الاثنين والثلاثاء في "مذابح دامية" من بينهم امام مسجد قيل انه ذبح. وحث المجلس الوطني الجامعة العربية والاممالمتحدة على حماية المدنيين. ودعا المجلس الوطني السوري الى "جلسة عاجلة لمجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة لمناقشة مذابح نظام (الاسد) في جبل الزاوية وادلب وحمص على وجه التحديد" ودعا الى اقامة "مناطق امنة" تحت حماية دولية. كما دعا المجلس الى اعلان هذه المناطق مناطق كوارث وحث اللجنة الدولية للصليب الاحمر وغيرها من منظمات الاغاثة على تقديم المساعدات الانسانية. ويقول مسؤولون سوريون ان السلطات اطلقت سراح اكثر من 1000 سجين منذ موافقة سوريا على مبادرة الجامعة العربية قبل ستة اسابيع وان الجيش انسحب من المدن. وكانت الحكومة السورية قد وعدت باجراء انتخابات برلمانية تعددية العام القادم كما وعدت باجراء اصلاح دستوري قد يخفف قبضة حزب البعث على السلطة. ويشكك النشطاء المطالبون بالديمقراطية في سوريا بشدة في التزام الاسد بالخطة. واذا نفذ الاسد وعوده فمن شأن ذلك ان يزداد المتظاهرون جرأة في المطالبة بانهاء حكمه المستمر منذ 11 عاما خلفا لوالده الذي حكم البلاد لثلاثة عقود.