(شرق)-قرّ "المقاتل العدو" القطري علي المري بتقديم "الدعم المادي" لتنظيم القاعدة، أمام محكمة فيدرالية في إيلينوي، بعدما أمضى 6 سنوات من السجن الانفرادي داخل قاعدة للبحرية الأمريكية. وأقر المري بتهمة التآمر لتقديم دعم مادي للقاعدة، وستسقط تهمة ثانية بتقديم دعم مادي للإرهاب استنادا إلى اتفاق أبرم مع الادعاء قبل دقائق فقط من جلسة أمس لأول الخميس 30-4-2009. وستحدد العقوبة النهائية في 30 يوليو المقبل، وحينها سيبت قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية مايكل ميم في أمر احتساب الفترة التي قضاها المري في السجن. وتتهم السلطات الأمريكية المري بالتخطيط لشن هجمات كيميائية وبيولوجية واختراق أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالنظام المالي الأمريكي بعد هجمات 11 سبتمبر. وتفيد بأن الموقوف أجرى أول اتصالات له مع القاعدة عام 1998، وتلقى تدريبات عام 2001 في معسكرات التدريب العسكرية التابعة للقاعدة في باكستان. هناك التقى المري بخالد شيخ محمد المتهم بأنه العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول عام 2001 والذي أرشده للقاء مصطفى الحوساوي الذي يشتبه بأنه ممول الهجمات، وأضافت السلطات الأمريكية أن الحوساوي أعطاه مبلغ 10 آلاف دولار. وتقول وزارة العدل الأمريكية أن المري اتصل بالبريد الإلكتروني بطريقة مشفرة بشيخ محمد الذي كان يشير إليه باسم "موك"، بينما كان يطلق على نفسه اسم "عبدو" وقدم تقارير حول التقدم الذي تحرزه جهوده لدخول الولاياتالمتحدة. ثم دخل وعائلته بتأشيرة طلابية الولاياتالمتحدة في 10 سبتمبر 2001، وذهب إلى بيوريا حيث كان يدرس من قبل في جامعة برادلي. وقال مدعوون إنه لم يكن منتظما في الدراسة، وإنه استخدم جهاز الكمبيوتر الشخصي المحمول الخاص به في إجراء بحث حول مركبات السيانيد، وحمض الكبريتيك لتركيب غاز قاتل. وأضافوا أنه جمع أيضا معلومات عن السدود والإنفاق في الولاياتالمتحدة باستخدام برنامج كمبيوتر يسمح للمستخدم بإجراء بحث على المواقع الإلكترونية دون أن يكشف عن هويته. وكان المري قد اعتقل في بيوريا في ديسمبر/كانون الأول 2001 بصفته شاهدا ماديا في تحقيقات ولاية نيويورك حول هجمات سبتمبر، وأعيد بعد ذلك إلى بيوريا؛ حيث اتهم بتزوير بطاقات ائتمان، والكذب أمام مكتب التحقيقات الاتحادي. لكن الاتهامات الموجهة إليه أسقطت عام 2003، وبعدها أعلن الرئيس الأمريكي حينئذ جورج بوش أن المري "مقاتل معاد" وأرسله إلى سجن تابع للبحرية الأمريكية بولاية ساوث كارولاينا، واحتجز في السجن العسكري دون أن توجه إليه اتهامات وفي عزلة شديدة قرابة 6 سنوات. وبعد المراجعة التي أمر بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، تحولت قضية المري إلى النظام القضائي الأمريكي، ووجهت إليه اتهامات تتعلق بالإرهاب في ولاية إيلينوي في فبراير/شباط. وأشار خبراء القضاء إلى أن قضية المري أظهرت الطريقة التي تنوي الإدارة الأمريكيةالجديدة أن تتبعها للتعامل مع أكثر من 200 نزيل في معتقل خليج غوانتانامو بكوبا إذا أغلقته كما هو مقرر.