قال رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم القطري محمد بن همام إن بعض الدول في المنطقة العربية(يقصد المنتخب السعودي هنا ) ترفض مناقشة تراجع الأداء والمستوى والتنظيم في المجال الرياضي لديها، وأنها تعتبر ذلك نوعاً من الإهانة، على رغم أنه يتم خلف الأبواب الموصدة وبصفة شخصية وليس على الملأ أو في وسائل الإعلام، مؤكداً أنه سيقول دوماً ما يرضي ضميره الشخصي، مشيراً إلى أن الأمر ذاته لا ينطبق على دول شرق آسيا والتي تدار الأمور لديها بطريقة أكثر احترافية. وأشار إلى ضرورة الحرص على اختيار الطاقم العامل مع الرئيس، على اعتبار أن الرئيس قد يكون وزيراً أو شخصية سياسية أو أميراً(يقصد الامير سلطان بن فهد ) ، مشدداً على أن الطاقم العامل يجب أن يُختار بعناية، وقال: «بغير هذا الأسلوب لن يكون هناك تطور». وواصل ابن همام هجومه على السكرتير العام السابق للاتحاد الآسيوي بيتر فيلمبان، موضحاً أنه عبر «تآمره» عاش ملكاً للاتحاد الآسيوي أكثر من 30 عاماً، مشيراً إلى أنه ليس من المستبعد أن يتآمر ضده وهو الغريب عن ماليزياً، بعد أن تآمر على شخصيات بارزة مثل رئيس وزراء ماليزيا وملك ماليزيا ووزير التجارة ووزير الدفاع الماليزي داتو حمزة. وانتقد أسلوب عمل فيلمبان السابق في الاتحاد، قائلاً: «كان يوماً من الأيام الإمبراطور الأوحد، وكان يدير الاتحاد لمدة طويلة، فهو الرئيس وهو السكرتير وهو الموظفون وهو أعضاء المكتب التنفيذي، وهو أعضاء اللجان»(هجومه بهذه الطريقه اللاذعه على فيلمان تثبت عنصريته ) وأوضح أن المكتب التنفيذي طلب منه عندما تولى الرئاسة أن يقوم بتغيير فيلمبان إلا أنه أرجأ اتخاذ القرار لعدم رغبته في أن يعتقد أحد أنه جاء للمنصب لكي ينتقم، مبيناً أنه جدد له أربعة أعوام حتى بلغ ال 71 عاماً من عمره. ولم يبدِ ابن همام استياءه من الانتقادات الموجهة له أخيراً، قائلاً: «هذه ضريبة المنصب الذي أحتله، ولن أقول ضريبة الشهرة أو النجاح، لأنني لست ناجحاً ولا مشهوراً ( يعترف بفشله وعدم نجاحه ) ولكن ضريبة المنصب، لأن أي شخص سيتولى منصب رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم سيواجه مثل هذه الانتقادات». جاء ذلك في حوار أجرته معه صحيفة الحياة على النحو الآتي: قلتم في المؤتمر الصحافي الذي عقدتموه في شنغهاي إنه لا تزال هناك أوراق مطلوبة من الدول المشاركة في دوري أبطال آسيا، وأن ما تم قطعه يشكل 90 في المئة من المعايير المطلوبة، سؤالي هو: ماذا لو لم تقدم الدول المعتمدة العشرة في المئة المتبقية؟ - أية دولة لن تلبي المعايير لن تدخل في دوري أبطال آسيا. بهذا المعنى من الممكن ألا تشارك السعودية والامارات وقطر الذين قدموا 90 في المئة من الأوراق؟ - لا تحاسبني على الجانب الأول، كل الأوراق التي لدينا تؤكد أن كل الدول في منتصف شهر كانون الأول(ديسمبر) الجاري سيقدمون كل أوراقهم، ونحن هنا لا نتحدث عن دول قطر والسعودية والإمارات، نحن نتحدث بشكل أقرب عن أربع دول أخرى وهي الهند وفيتنام وتايلاند وسنغافورة، فهذه الدول التي لو لم تقدم لن تشارك، لأننا لا نتوقع منهم إطلاقاً أن يقوموا بتقديم الأوراق المطلوبة منهم. تحدثت عن بيتر فيلمبان لكنه شخصية عملت في الاتحاد الآسيوي لفترة طويلة؟ - بيتر فيلمبان، الكل يعرف أنه إنسان «متآمر»، إذ تآمر على كل الرؤساء الذين تولوا سدة رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وهو بهذا «التآمر» عاش ملكاً للاتحاد الآسيوي أكثر من 30 عاماً، وأنا لا أستبعد منه هذا الأسلوب، فعندما يتآمر فيلمبان على شخصيات بارزة مثل رئيس وزراء ماليزيا عندما كان يحتل منصب رئاسة الاتحاد الآسيوي، وعندما يتآمر على ملك ماليزيا، وعندما يتآمر أيضاً على واحدة من الشخصيات العامة المهمة في ماليزيا وهو وزير التجارة ووزير الدفاع داتو حمزة، فعندما يتآمر على كل هؤلاء فليس من المستغرب أن يتآمر عليّ وأنا شخص غريب عن ماليزيا، ولذلك فأنا أعتبر ما يحدث منه أمراً طبيعياً. هل هذا يعني أنك كنت تتوقع منه أن يتآمر عليك مسبقاً؟ - كلنا نعرف أنه إنسان متآمر. هل يعني هذا أنك كنت مستعداً لهذه الخطوة؟ - في الأخير كل واحد يعمل بأصله، كان مطلوب مني من المكتب التنفيذي عندما أتيت للرئاسة أن أقوم بتغييره مباشرة لأنه كان سيسبب الكثير من المشكلات، فالكل يعرف أنه إنسان متآمر، لكن أنا شخصياً لم أكن أفضّل أو أحب أن يعتقد أحد أنني أتيت لكي أنتقم، ولذلك قمت بالتضحية وجددت له لمدة أربعة أعوام أخرى حتى أصبح عمره 71 عاماً، والمشكلة أنه كان يريد أن يتم التجديد له لمدة أربعة أعوام أخرى، وعندما تعود إلى تاريخه مع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ستجد أنه قضى 30 عاماً في خدمة الاتحاد ولذلك لم نقم بالتجديد له، وعموماً ما يقوم به ليس مستغرباً منه أبداً، لأنه كان يوماً من الأيام الإمبراطور الأوحد وكان يدير الاتحاد لمدة طويلة، فهو الرئيس وهو السكرتير وهو الموظفون وهو أعضاء المكتب التنفيذي، وهو أعضاء اللجان، ولكن جاء الآن شخص لا يريد أن يمنحه كل ما يريد «على كيفه». ترشيحاتك لمنصب رئاسة الاتحاد الدولي باتت سؤالاً مكرراً، هل من جديد خصوصاً بعدما باركت لأوباما رئاسة الولاياتالمتحدة الأميركية؟ - كل شيء بمشيئة الله ونحن نسأل الله التوفيق والسداد، ولكن أنا في الحقيقية ليست لدي الرغبة الآن في 2011 ولا أقول هنا إنه ليس لدي الطموح فالطموح موجود وموجود منذ زمن بعيد، فمن حقي ومن حق كل رؤساء الاتحادات القارية أن يفكروا في رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، لكن أنا مثلما قلت ليست لدي الرغبة الآن في 2011 وليست لدي الرغبة أن أرشح نفسي ضد الرئيس الحالي جوزيف بلاتر طالما هو المرشح الموجود. يرى البعض أن هناك تفاوتاً بدأ يتخذ مساراً أوضح في اختلاف مستوى اللعبة ما بين شرق آسيا وغربها... كيف ينظر رئيس الاتحاد الدولي إلى هذا الاختلاف؟ - أنا بالنسبة إليّ أرى الفرق على الواقع، نحن في منطقتنا العربية عندما تتحدث مع إحدى الدول وتقول لها إنك كنت متقدمة في مجال كرة القدم لكن هناك الآن تراجعاً في الأداء والمستوى والتنظيم وتقول لهذه الدولة إنك تخلفتِ وإن هناك أسباباً يجب أن تتم مناقشتها فأي من هذه الدول تواجهك بحال من الغضب والاستياء مما تقوله، ويعتبرون مثل هذا الأمر نوعاً من الإهانة ولا يعتبرونه نوعاً من الصراحة أو من المحبة، وأنا لا أقول إننا نتحدث أو نقول مثل هذا الكلام في وسائل الإعلام أو المجالس العامة، إنما نوجهه لهذه الدول في مكاتب مغلقة وبصفة شخصية، ولكن ما علي هو أن أقول ما يُرضي ضميري، أما في شرق آسيا فالعمل عمل محترف يدار باحتراف، دعنا نعتبر أن الرئيس شخصية اعتبارية قد يكون وزيراً أو شخصية سياسية أو أميراً أو غيره أياً يكن، لكن الجهاز العامل معه يجب أن يتم اختياره بعناية فائقة ويجب أن يوضع الرجل المناسب تأهيلياً وعلمياً وخبرة في المكان المناسب، وبغير هذا الأسلوب لن يكون هناك تطور، فلا يمكن أن يتم إحضار ناس ليتعلموا في الاتحاد المحلي ويستغرقوا أربع أو خمس سنوات حتى يتلمسوا طريقهم، وهذا الأمر خطأ كبير، نحن لدينا في كل محل خبرات موجودة سواء آسيوية أم غير آسيوية، ولذلك يجب أن يتم إحضار الأشخاص المؤهلين تأهيلاً عالياً وأدفع لهم بسخاء طالما أنا قادر وأقوم بإيكال مهام الوظيفة المعنية لهم، وأنا أعتقد أن هذه النقطة تحديداً تنقصنا في الغرب. البعض يعتقد أن هذه الفجوة ستتسع خلال المستقبل؟ - هناك نقطتان، فأنا أتوقع أن الفجوة تتسع، لكن أيضاً أتوقع في المقابل بسبب إمكاناتنا المادية واحتكاكنا الأكبر، وأنا أستحي أن أقول بسبب الاحتراف الذي سيقدمه دوري أبطال آسيا لأن المعايير قاسية، أنه ستكون هناك متابعة سنوية ومراقبة دائمة، صحيح أننا تسلمنا أوراق ورسائل، ولكننا لن ننام على ما تسلّمناه من أوراق، فنحن في 2009 سنقوم بإعادة التدقيق في الأوراق المقدمة من الدول المختلفة، وهذا ليس تهديداً، لكن أنت تسأل كصحافي وأنا أجيب، فليس من الضروري أن تكون كل الدول قدمت لنا كل الحقائق التي من المفترض أن تُطبق، فليس من الضروري أن تكون كل الدول متساوية في ما قدمته من أوراق ومستندات، فاليوم الاتحاد الآسيوي طلب، والدول قدمت لكننا لا نعرف إذا كانت هذه الأوراق تمثل الحقيقة وتمثل الواقع. الكثير من المراقبين لديه اعتقاد بأن ما تم تعديله هو تعديل ورقي ليس موجوداً بشكل واقعي على الميدان؟ - صحيح، ولذلك خلال السنوات الأربع المقبلة خصوصاً في العامين 2009 و2010 سنتعامل مع هذه المستندات التي تسلمناها بواقعية أكثر، وسأعود لسؤالك السابق وأقول بأنني أتوقع أن هذا الاحتكاك والاندماج واجتماع الأندية بالأندية واجتماع المسؤولين بالمسؤولين في كل الدول ستخلق نوعاً من المفهوم الجديد للإدارة الاحترافية، وأعتقد أنها ستكون مساعدة، لا أريد أن أقول أن دوري أبطال آسيا هو السبب لكن ستكون هناك طرق لكي تجتمع الأندية المحترفة مع بعضها البعض، والمسؤولون عن المنافسات يجتمعون مع بعضهم البعض، والمسؤولون عن التنظيم يجتمعون مع بعضهم البعض، فالخبرات التي ستكتسب من مختلف دول القارة أعتقد أنها ستساعد في تطوير المفهوم الإداري. ذكرت ذات مرة أن الاتحاد الآسيوي يعتمد على الطريقة الانكليزية؟ - ليس الطريقة الانكليزية ولكن التنظيم الانكليزي، فنحن نظرنا إلى معايير الاتحاد الانكليزي في ما يتعلق بالتنظيم والتعامل الإعلامي والتسويق والتأهيل والتسجيل وأيضاً اهتممنا بتجربة الاتحاد الأوروبي. استكمالاً لسؤالي السابق فالتجربة الانكليزية نجحت من الناحية التسويقية والاستثمارية، هل هذا ما يضعه الاتحاد الآسيوي في رؤيته؟ - نحن لدينا تجربتان، لدينا في آسيا التجربة اليابانية والتي أعتبرها أنا ناجحة من كل المقاييس، وهي بالمناسبة مقتبسة من الدوري الانكليزي، ثانياً تجربة الاتحاد الانكليزي مباشرة، فنحن بعثنا خبراءنا إلى الاتحاد الانكليزي ليرى التجربة الانكليزية عن كثب وآليات الاستفادة منها. جوائز الاتحاد الآسيوي دائماً ما تشهد لغطاً سنوياً خصوصاً بعد توليك رئاسة الاتحاد الآسيوي، وهذا العام الكثيرون توقعوا فوز اللاعب الياباني إندو في حين فاز بالجائزة الأوزبكي دجباروف، وهي توقعات تخيب لمرة جديدة بعد مرات سابقة؟ - الإعلاميون اجتهدوا، وأنا أعتقد أن كل ذلك في مصلحة الجائزة، ففي آسيا لدينا لاعبون مميزون وجميعهم في مستوى متقارب وأتمنى أن يكون من حصل عليها هو الأكفأ. هناك جدل عربي على مستوى جائزة أفضل لاعب لا يواجه جدلاً مشابهاً في شرق آسيا؟ - ولن ترى مثل هذا الجدل، ففي هذا العام كما شاهدت أنت هناك لاعبون موجودون من اليابان وتابع الصحف اليابانية وما قالته، وإذا كانت ستكتب شيئاً أو إذا كان الإعلام الياباني تطرق لشيء فسيكون الإشادة باللاعب الأوزبكي والتطرق إلى أسباب اختياره كأفضل لاعب آسيوي، ولكن لن يتم التطرق إلى أسباب عدم اختيار اللاعب الياباني. ما السبب برأيك؟ - أنت الإعلامي وعليك أن تجيب على هذا السؤال. السعودية بدأت تتجه نحو استجلاب الطريقة الانكليزية، كيف ترى هذه الخطوات؟ - ما أراه هو أن السعودية بدأت تستفيد من تجربة أكثر من دولة، فنحن في الاتحاد الآسيوي كانت خياراتنا ضيقة ومحدودة ونحن كنا مقتنعين بالتجربة الانكليزية لكن بالنسبة للسعودية فنحن نتابع زيارات الأمير نواف بن فيصل إلى ايطاليا وألمانيا وانكلترا والأرجنتين، وذلك لاستكشاف الأفكار الموجود هناك، وهذه الاحتكاكات بالمدارس المختلفة الاحترافية سيغير كثيراً من مفهومنا نحن الإدارة الاحترافية، خصوصاً في الاتحادات. في بداية تجربتك في رئاسة الاتحاد الآسيوي لم تمر بفترة انتقادات بل كانت الأمور هادئة نوعاً ما لكن أخيراً هناك أصوات انتقادات بدأت تتصاعد بدءاً بفيلمبان ومروراً بأسد تقي وانتهاء بانتقادات متفاوتة من أطراف عدة هنا وهناك؟ - هذه ضريبة المنصب الذي احتله، ولن أقول ضريبة الشهرة أو النجاح، لأنني لست ناجحاً ولا مشهوراً، ولكن ضريبة المنصب لأن أي شخص سيتولى منصب رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم سيواجه مثل هذه الانتقادات