تحولت هفوة رئاسية إلى خبر ساخر يتداوله مرتادو المقاهي في عموم فرنسا، بعد أن كشفته، معززا بالصورة، صحيفة محلية صغيرة تصدر في منطقة كروز، وسط البلاد. لقد شرب الرئيس نيكولا ساركوزي القهوة، مع مساعدين له، في أحد المقاهي القروية ولم يسدد الحساب. «انتهزوا الفرصة.. إنه دوري» في الدعوة.. هكذا قال ساركوزي بصوت مرتفع لمن كان معه من الرسميين وهو يطلب 4 فناجين من القهوة له ولمرافقيه، داخل مقهى صغير في قرية لافيلتيل، أثناء زيارة للإقليم، قبل أيام، لبحث المشكلات التي تواجه الوسط الريفي والزراعي. وعلى عادة الفرنسيين من «محترفي» المقاهي، لم يجلس الرئيس إلى إحدى الطاولات بل وقف مستندا إلى حاجز المشرب، وقد بدت عليه السعادة لأنه وسط مواطنيه الحقيقيين الذين لا يقدر له أن يلتقيهم كل يوم. وزاد من سعادته أن المصورين كانوا حاضرين لتوثيق علاقته الوطيدة ب«العمق» الفرنسي. خلال الزيارة، حرص ساركوزي على إبداء إعجابه بالقرية الجميلة «التي يشتهي المرء الاستقرار فيها»، وعلى امتداح صاحب المحل الذي يقدم أنواعا متعددة من الخدمات لقرية لا يزيد عدد سكانها على 160 شخصا، فهو يبيع الصحف والطوابع ويضم صندوقا للبريد، إضافة إلى تقديم القهوة وباقي المشروبات، كما انتهز الفرصة وأعاد إلى الأذهان الخطوة التي أقرها، في عهده، بتخفيض الضريبة على أصحاب المطاعم. ثم فرغت الفناجين وحيا الرئيس صاحب المقهى وزوجته وغادر من دون أن يدفع، لا هو ولا أي من مرافقيه، ثمن القهوة واللحظات الجميلة. وكان هناك من لاحظ «الزوغان الرئاسي» فسأل صاحب المقهى من باب التأكد. وجاء الرد على لسان الزوجة التي راحت تختلق الأعذار لساركوزي الذي لم يسدد قائمة بقيمة 6.60 يورو وتقول إن المكان كان محتشدا بالمرافقين وإنها تتفهم ضغوط برنامج الزيارة ولم يخطر ببالها أن تجري وراء «الزبون» لتطالبه بدفع الفاتورة. وأضافت: «سيبقى الأمر موقفا طريفا يذكر ويستحق أن أتغاضى عن هفوة الرئيس.. إذ يحدث معي أن أدعو بعض الزبائن، أحيانا، على حسابي».