(شرق) ا ف ب - في الوقت الذي استمرت حملة الاعتقالات في حي الخالدية في حمص لليوم الثالث على التوالي، حيث كانت القوات الامنية تنفذ حملة مداهمات في حي القصور، الى جانب الانتشار الامني الكثيف في شوارع مدينة دوما وفرض حظر التجول فيها، تجمع آلاف السوريين امس في ساحة السبع بحرات وسط دمشق تلبية لدعوة وجهتها مجموعة من الشباب عبر صفحة «وطني سورية وقائدي بشار الاسد» على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك». واعلنوا انهم حصلوا على ترخيص بالتظاهر من وزارة الداخلية، وان الهدف من المسيرة الجماهيرية هو التعبير عن «رفضهم للعنف الذي تشهده البلاد ودعم الوحدة الوطنية والتضامن مع اهالي الشهداء وتقديم الشكر لروسيا والصين ووقفة واحدة ضد المؤامرة على سورية». ورفع المتظاهرون لافتات كتبوا عليها «الشعب والجيش معك يا قائد الوطن» و»سورية بلدنا والاسد قائدنا». كما رفعوا اعلام سورية وروسيا والصين. واعربوا عن شكر هاتين الدولتين على تصويتهما بالفيتو ضد القرار الاخير لمجلس الامن الدولي الذي كان ينص على تشديد العقوبات على النظام السوري. وعلى الصعيد الميداني، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان انه «سمع صوت انفجار ضخم قرب مفرزة امن الدولة في مدينة دوما الواقعة في ريف العاصمة السورية ترافق مع انتشار امني كثيف في شوارع المدينة وفرض حظر للتجوال» دون ان يذكر اي تفاصيل عن الانفجار ولا عن اي خسائر بشرية او مادية قد تكون نجمت عنه. وفي حمص ذكر المرصد انه «سمعت اصوات انفجارات قوية هزت حي دير بعلبة ظهر امس (الاربعاء) ترافقت مع سماع اصوات اطلاق رصاص كثيف في حي بابا عمرو استمر لمدة ربع ساعة». واشار المرصد الى ان «حي الخالدية في حمص لا يزال يخضع لحصار من قبل الحواجز الامنية والعسكرية المنتشرة فيه ويمنع دخول السيارات اليه». واضاف: «استمرت حملة الاعتقالات في الحي لليوم الثالث على التوالي كما نفذت قوات الامن حملة مداهمات في حي القصور». وكانت قوات الجيش السوري قد ركزت هجماتها خلال الايام الماضية على مدينة حمص خصوصا. وقال ناشطون وشهود عيان إن حمص أصبحت مثل «مدينة أشباح»، موضحين أن شوارعها وميادينها خالية وأن آثار الدمار علت كل شيء. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ليل اول من امس إن «شاباً قتل في حي البياضة الواقع في مدينة حمص اثر إطلاق رصاص من حاجز أمني كما قتل شاب يتحدر من قرية البويضة الشرقية قرب القصير (ريف حمص) خلال إطلاق رصاص أثناء تواجده في مدينة حمص». ويأتي ذلك فيما «نفذت قوات الامن صباح امس الاربعاء حملة مداهمات واعتقالات في مدينة مارع الواقعة في ريف حلب (شمال) اسفرت عن اعتقال 23 شخصا»، بحسب المرصد. وكانت لجان التنسيق المحلية في سورية تحدثت في بيان عن الوضع في حمص موضحة أن «عدد شهدائها بلغ ثلث عدد شهداء الثورة وشهدت الأيام القليلة الماضية تصعيداً كبيراً ... ضد أهالي حمص بقصد القضاء على جذوة الثورة المشتعلة فيها». وتقدر مصادر الاممالمتحدة قتلى الانتفاضة السورية باكثر من 2900 قتيل، فيما تتهم السلطات السورية «عصابات ارهابية مسلحة» بزعزعة الامن والاستقرار في البلاد.