(شرق)- دبى - طالبت ناشطة إماراتية بإطلاق حملة موسعة للحد من هروب الفتيات، مشيرة إلى أن فقر بعض الأسر يدفع بعض الفتيات للهروب بحثاً عن مستوى معيشي أفضل، كما أن تعنت الأسر في زواج بناتها يدفع بعضهن للهرب والزواج بمن أحببن بدلاً من العنوسة. وأقرت الموجهة الأسرية في محاكم دبي وداد لوتاه في حديث لها بتعدد حالات هروب الفتيات من أسرهن خلال الفترة الاخيرة، وبعضها وصل الى المحاكم، لكنها رفضت وصف الأمر ب"الظاهرة". وتأتي مطالبة لوتاه بتلك الحملة، متزامنة مع ما تناقلته صحف محلية عن إدانة طالبة إماراتية هربت من أسرتها، حيث أيدت محكمة استئناف بدبي حكماً بمعاقبة تلك الطالبة وشريكها الألماني الذي هربت معه بالحبس 3 أشهر مع وقف التنفيذ، مع إبعاد الألماني عن الإمارات، لارتكابهما جريمة هتك العرض بالرضا، بعد أن أقاما علاقة لفترة من الزمن في شقة طالب مصري زميل لهما في الدارسة. ولا تتوافر للإعلاميين إحصاءات دقيقة عن عدد الفتيات اللاتي هربن من أسرهن في الامارات، لكن صحيفة "الامارات اليوم" ذكرت في عدد سابق أنه في أقل من 3 سنوات غادرت 180 مراهقة منازلهن في أبوظبيودبي والعين". وقالت وداد لوتاه إن "وقائع هروب الفتيات من أسرهن تعددت خلال الاعوام الاخيرة"، مشيرة الى انها "تتلقى نحو 7 شكاوى سنوياً من أسر هربت منها فتيات، وبعض هذه الحالات لا تسجلها محاضر الشرطة وإنما تكتفي الأسر بتدخل قسم التوجيه الأسري في محاكم دبي". وتابعت "الأمر من الصعب وصفه بالظاهرة، لكنه يحدث في المجتمع الاماراتي، مثل ما يحدث في الدول الخليجية وباقي الدول العربية"، وذكرت لوتاه أن "بعض وقائع الهروب تكون مصحوبة بجرائم يعاقب عليها القانون، ويدين فيها القضاء الفتيات". وأضافت لوتاه "توسطت كثيراً بين فتيات هربن من أسرهن ليعدن الى أهاليهن، وبحكم خبرتي في هذه الوقائع يمكن القول إن السبب الرئيس فيها "البحث عن الحب"، وأشارت الى ان "فتيات هربن من أسرهن لأنهن لم يلقين الحب من الأب أو الأم، فيتجهن للبحث عنه في الخارج، وقد تجده مع صديق، او تنحرف سلوكياً فتبحث عن الحب مع صديقة". وأشارت إلى أن "بعض حالات الهروب كانت بحثا عن اثارة الانتباه، او هرباً من القيود الاسرية الشديدة"، كما ان "القسوة الاسرية تعد سبباً مهماً في الهروب". وذكرت "أن بعض الحالات كانت بسبب التفكك الاسري، وأذكر أن زوجين انفصلا، فافتقدت الفتاة لحب الابوين، وارتبطت بعلاقة مع شاب يؤجر منزلاً مملوكاً لوالدها، وأمام القاضي أقرت بأنها حامل منه في الشهر الخامس". وترى الموجهة الأسرية ان فقر بعض الاسر يدفع بعض الفتيات للهروب بحثاً عن مستوى معيشي افضل، كما ان تعنت الاسر في زواج بناتها يدفع بعضهن للهرب والزواج بمن احببن، بدلاً من العنوسة. وأضافت "لقد شهد المجتمع الاماراتي أخيراً اطلاق حملة لمواجهة الشاذين، وأخرى لمواجهة الفتيات المسترجلات، فما المانع من الاعتراف بهروب الفتيات، وإطلاق حملة تتصدى لهذا الخطر؟"، مشيرة إلى أن "الشرطة والمحاكم والاتحادات النسائية والمدارس لابد ان تشارك في حملة لتعريف الفتيات بمخاطر هروبهن من أسرهن، وتوعية أولياء الامور بالأسباب التي قد تدفع الفتاة الى الهرب".