صاحبة جثة الجهراء المحترقة... قتلت بيدي شقيقها العسكري الذي اعترف لرجال الأمن مبرراً اقدامه على ازهاق روحها بالانتقام لشرف العائلة، حيث تواصلت تحقيقات مباحث الجهراء على مدار 48 ساعة مع أسرة القتيلة وشقيقها الذي ادعى في البداية انها انتحرت بإحراق نفسها، لكن شكوك رجال المباحث - مدعمة بأقوال الخادمة التي رأت الحادثة - دفعتهم الى تكثيف ضغوطهم عليه، ليعود فيعترف بأنه قتلها خنقاً واحرق جثتها فوق سطح المنزل. كانت شكوك قد راودت مدير مباحث الجهراء العقيد سعد العدواني الى الاشتباه بشقيق القتيلة منذ اللحظة الاولى، فأمر رجاله بالتحفظ عليه تحسباً لاحتمال ان تكون الوفاة جنائية. وقد توافقت هذه الشكوك مع ملاحظة الطبيب الشرعي ان المجني عليها ظلت ثابتة في مكان واحد اثناء اشتعال النار فيها، مما يدل على انها ميتة أصلاً. ودعمت الادلة بتقرير افاد بأن احدى يدي شقيق المجني عليها وقدمه ملوثتان بالمادة نفسها التي اشتعلت بها الجثة. ونقلا عن الراي الكويتيه أبلغ مصدر أمني بأن «رجال المباحث اخضعوا المشتبه به الذي تبين انه يعمل عسكرياً في وزارة الداخلية، وتم اخضاعه لتحقيق مكثف، وارسل الى الادارة العامة للادلة الجنائية لاجراء فحوص مخبرية له واخذ بصماته، ثم اعيد الى محبسه في نظارة مباحث الجهراء». وتابع المصدر «في البداية اصر الشقيق على انه فوجئ بانتحار شقيقته، محاولاً ايهام المباحثيين بأنها كانت تعاني ضغوطاً نفسية، لكن هذه الادعاءات لم تطفئ شكوكهم التي ظلت تتصاعد بمرور الوقت، لتتأكد بورود تقرير الادلة الجنائية مفيداً بأن الفتاة قُتلت خنقاً، ثم احرقت جثتها، ولم يكد رجال العقيد العدواني ينتهون من مطالعة التقرير حتى بادروا الى استدعاء افراد اسرة الفتاة وخادمتي المنزل، واخضعوهم للتحقيق، وبرغم تطابق اقوالهم لاحظ المحققون ان اعينهم تشير الى امر مختلف، حتى تسلموا تقريراً يؤكد وجود آثار من المادة المشتعلة التي احرقت بها الفتاة على احدى يديه (الشقيق) وعلى قدمه، وهذا الامر لم يستطع المتهم تبريره». وأضاف المصدر الأمني أن «رجال مباحث الجهراء استخرجوا معلومات تدين المتهم من خلال التحقيق مع احدى الخادمتين التي أفادت بأنها رأت الجاني وهو يرتكب جريمته بحق شقيقته. وبمواجهته بها انهار امام مستجوبيه واقر بأنه ضربها وقتلها خنقاً بدافع الشرف، واعترف لرجال المباحث بإقدامه على خنقها بيديه حتى تأكد من انها لفظت انفاسها الأخيرة، ثم حملها جثة هامدة الى سطح المنزل، وسكب عليها المادة السريعة الاشتعال، واضرم النار فيها، وعندما احترقت بالكامل، ابلغ عمليات الداخلية مدعياً انها انتحرت». وختم المصدر أنه «تم تدوين اعترافات الجاني وارفقت بها التقارير الجنائية المتعلقة بالواقعة في ملف القضية، واحيل على النيابة العامة على ذمة قضية قتل عمد وانتهاك حرمة الميت تمهيداً لمثوله امام القضاء». تجدر الإشارة الى أن شقيق الفتاة كان ابلغ عمليات وزارة الداخلية قبل ثلاثة ايام بأنه عثر على شقيقته منتحرة فوق سطح المنزل، فانتقل الى الموقع رجال امن الجهراء، وتم انتداب ادارة الطب الشرعي، وتم التحفظ على قنينة مادة سريعة الاشتعال وقداحة عثر عليهما بالقرب من الجثة. واثناء المعاينة الاولية في موقع الحدث لاحظ الطبيب الشرعي ان الجثة وقت احتراقها كانت ساكنة ولم تتحرك او تتقلب نتيجة آلام الحرق المبرحة، مستنتجاً ان صاحبة الجثة احرقت وهي ميّتة، وبعد المعاينة امر وكيل النائب العام برفعها واحالتها على الطب الشرعي، ثم جاء دور رجال بحث وتحري الجهراء الذين تسلموا زمام القضية، حتى تمكنوا في النهاية من تضييق الخناق حول الجاني.