تباشر الجهات المختصة في منطقة عسير اليوم التحقيق في الأسباب التي أدت إلى مصرع شاب من الجنسية الأردنية متأثرا بإصابته بعد أن أمضى أسبوعا كاملا في وحدة العناية المركزة في مستشفى خميس مشيط المدني, وسط تضارب في المعلومات حول مصيره وقدره المحتوم ما بين تعرضه للضرب المبرح من قبل عضو في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة أحد رفيدة، وما بين سقوطه من مرتفع عال نتيجة ملاحقته من قبل عضو الهيئة نفسه ورجل أمن مرافق له, في الوقت الذي صدرت توجيهات أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز بتشكيل لجنة للتحقيق والإفادة بشكل عاجل عن كل مسببات ومجريات القضية. ونقلاً عن صحيفة الوطن قال والد الشاب المتوفى "نبيل حميد " في شكوى إن ابنه " حسان " تعرض لتهديدات متكررة من قبل أحد أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المحافظة, تمثلت في مراقبته أثناء مزاولته لأنشطة ترفيهية في موقع عام, وإطلاق عضو الهيئة للعديد من العبارات غير اللائقة لابنه أمام رواد الموقع, وصولا إلى ملاحقته الأربعاء الماضي حتى منزله متوعدا بحلق شعره. وأضاف " بعد القبض على ابني من قبل عضو الهيئة والمرافقين له, تمت إحالته لشرطة أحد رفيدة التي قامت بدورها بإرساله مخفورا إلى محل للحلاقة, ومن ثم إعادته لمركز الشرطة لمدة ساعتين قبل أن يعاد تحويله لمقر الهيئة بناء على طلب العضو الذي باشر القضية, إلا أن ابني تعرض للضرب المبرح داخل مقر الهيئة والتي باشرت الاتصال بأحد زملائه للحضور لاستلامه من داخل مقر الهيئة وبطريقة تدعو للشك من خلال الإيعاز بدخول المركبة من بوابة المبنى، فيما كان " ابني " في حالة إغماء، الأمر الذي دفع صديقه وعامل نظافة بمقر الهيئة لحمله للمركبة ونقله إلى مستشفى خميس مشيط المدني". وزاد المقيم الأردني في شكواه " عندما أبلغني صديق ابني بالقضية وتداعياتها توجهت إلى المستشفى لأصاب بحالة من الذهول، إذ تبين أن ابني مصاب بنزيف شديد في الدماغ وارتجاج بالمخ وشلل رباعي كامل تسبب في وفاته دماغيا، وتعذر تحويله لمستشفى خاص أو حكومي آخر لصعوبة الحالة وعدم استقرارها". وجدد والد الشاب ثقته في الجهات المختصة لكشف الحقائق والمسببات التي أدت لوفاة ابنه، مؤكدا أنه سيقدم كل التفاصيل للجهات المختصة مدعومة بالشهود لإنصافه وأسرته من المصيبة التي حلت بهم. وتساءل شقيق المتوفى" حمد " عن الدوافع التي جعلت عضو الهيئة يمارس صلاحيات غير مخول بها, "من خلال تربصه بشقيقي ومحاولته إيذاءه وقذفه بعبارات أمام الملأ في أوقات متكررة"، مشيرا إلى أن الأسرة تطالب بكشف أسباب ملاحقة عضو الهيئة لشقيقي ومطاردته من حين لآخر ومعاقبة كل من تسبب في وفاته. من جهته أوضح محافظ أحد رفيدة سعيد بن مجري أمس أن القضية وفقا لمعلوماتها الأولية تعود إلى ملاحقة رجل أمن وعضو في الهيئة " الشاب المتوفى " ودخوله لمدرسة والقفز من ارتفاع يقارب الأربعة أمتار وسقوطه في مقبرة مجاورة. ولفت ابن مجري إلى أنه تمت إحالة الشاب إلى الشرطة بعد القبض عليه وتحويله لمقر الهيئة بناء على طلبها، إلا أن " الشاب " تعرض لحالة إغماء قبل أن يتم نقله لمستشفى خميس مشيط المدني، مشيرا إلى أن الجهات المختصة استدعت الطبيب الشرعي أول من أمس وأعد تقريرا يفيد بعدم وجود كدمات أو ضربات, وللإيضاح فإنه من المتعارف عليه طبيا أن الشخص الذي يركض بشدة قد يتعرض إلى "جلطة " نتيجة الخوف والهلع، وهو ما يتعارض مع التقرير الطبي الصادر من مستشفى خميس مشيط. وأكد ابن مجري أنه التقى والد وشقيق الشاب المتوفى أمس وأبلغهما توجيه أمير عسير بالتحقيق في القضية من جميع أطرافها للوصول إلى الحقيقة، خاصة أنه لم يثبت تعرض الشاب لضرب أو وجود إصابات حتى يوجه الاتهام لأي كان.