قدمت شخصيات عشائرية أردنية بياناً للملك عبد الله الثاني يحثه على وقف تدخل زوجته الملكة رانيا والحد من نفوذها ودورها السياسي ملوحين بالتمرد على سلطته. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أن هذه الشخصيات اتهمت في بيانها الملكة رانية الفلسطينية الأصل باستخدام أموال عامة من أجل أن تكتسب شعبية في العالم، دون مراعاة للصعوبات الاقتصادية التي يواجهها البلد. وقامت 36 شخصية بالتوقيع على البيان من عشائر شرق أردنية محافظة تشكل العمود الفقري للدعم السياسي لنظام الأسرة الهاشمية الحاكمة في حين يمثل الأردنيون من أصل فلسطيني أو من الضفة الغربية لنهر الأردن غالبية سكان البلاد البالغ عددهم سبعة ملايين نسمة. وقال البيان إن الملكة رانية "تبني مراكز قوة لاستخدامها لصالحها في تناقض مع ما اتفق عليه الأردنيون والهاشميون كأساس للحكم ، وفيما يشكل خطراً على الأمة وهيكلية الدولة والتركيبة السياسية ومؤسسة العرش". ولوح البيان إلى ما حدث في تونس ومصر وما سيحدث في دول عربية أخرى "في حال تجاهل مضمونه". وقال البيان في هذا السياق إن "عدم النظر لفحوى البيان سيلقي بنا إلى ما حدث في تونس ومصر وما سيحدث في بلدان عربية أخرى تنتظر التحرك". ويأتي هذا البيان كمصدر ضغط إضافي على الملك الذي أقال الحكومة الأسبوع الماضي استجابة لضغوط شعبية وكلف معروف البخيت وهو ضابط جيش متقاعد بتشكيل حكومة جديدة. وتم تخصيص 500 مليون دولار لرفع رواتب الموظفين والحد من ارتفاع الأسعار لتهدئة التذمر الذي أثارته الإجراءات الاقتصادية التي أقدمت عليها الحكومة السابقة. ويحظر القانون الأردني التهجم على أفراد العائلة المالكة، ولكن الشخصيات الموقعة على البيان والمنحدرة من قبائل بني صخر والعبادي والشوبكي والمناصير قالت إن "حرصها على البلد والعرش هو الذي دفعها إلى رفع صوتها" مشيرة إلى أن "العرش يستمد شرعيته من دعم قبائل شرق الأردن له". وتشارك الملكة في اللقاءات الرسمية مع زوجها وتدافع عن حقوق المرأة الأردنية ومن ضمنها حق إعطاء الجنسية لأطفالها في حال زواجها من شخص غير أردني، وهو حق لا تتمتع به النساء في معظم الدول العربية. وأثار دعم الملكة لحق منح الجنسية للأطفال مخاوف الطبقات الأردنية الحاكمة من أن تنتفع من القانون الجديد أعداد من الفلسطينيين تعزز أغلبيتهم في البلد. ويذكر أن هذا البيان هو أعنف هجوم تتعرض له الملكة رانية التي سبق أن هوجمت بشكل شخصي على خلفية أصلها الفلسطيني في مباريات كرة القدم.