وضعت مؤسسة مطوفي حجاج الدول الأفريقية غير العربية رؤية لها لدعم المكتسبات التي حققتها منذ تأسيسها، فضلاً عن العمل على تطوير آليات العمل الإداري والميداني والاستفادة من التقنية العلمية لتطوير القدرات وتحقيق الأهداف، والسعي الدؤوب لبلوغ مستوى الريادة في الإسهام بالارتقاء بالخدمات المقدّمة للحجاج. حيث تسعى هذه المؤسسة والتي تأسست في 3/5/1404ه، لتقديم خدماتها المختلفة لنحو 180 ألف حاج من 46 دولة إفريقية غير عربية، ويتحدثون أكثر من 17 لغة أبرزها العربية والإنجليزية والفرنسية والبرتغالية والهوسا واليوربة والفلاتة والمادنقو والولف والسوسو والسواحلية والأمهرية والملاجاس والفولانية والسامبا والبورندية والأسبانية، ويقوم بخدمتهم أكثر من 4000 شاب من خلال مجموعات الخدمة الميدانية. وأوضح الأستاذ عبدالواحد بن برهان سيف الدين رئيس مجلس الإدارة بأن الله سبحانه وتعالى شرّف هذه البلاد وأهلها بخدمة ضيوف الرحمن، وأن هذه نعمة جليلة يقدمها أبناء هذا الوطن لضيوف الرحمن، مبيناً بأن كل فرد يقوم بخدمة ضيوف الرحمن يحمد الله عز وجل على هذه النعمة العظيمة التي منّ الله بها عليه فضلاً عن ثقة ولاة الأمر الذين منحوا هذه الفرصة لخدمة حجاج بيت الله الحرام. وأضاف سيف الدين: انتهز هذه الفرصة لأؤكد أن هدف المؤسسة الرئيس هو الحرص على راحة ضيوف الرحمن وسلامتهم وعودتهم إلى بلدانهم سالمين بعد أداء المناسك، ولهذا الغرض فإن المؤسسة ومنذ انتهاء موسم الحج الماضي قد سعت لبذل جميع الجهود سعياً لإكمال جميع الاستعدادات ووضع التدابير اللازمة لإنجاح موسم الحج هذا العام، والعمل على القضاء على بعض الظواهر السالبة مثل الافتراش والنشل وضمان عدم وصول المتسللين بالطرق غير المشروعة إلى مخيمات المؤسسة بالمشاعر المقدسة. وبيّن سيف الدين بأن الاستعداد لخدمة هؤلاء الحجيج تتطلب كثيراً من الجهود، مبيناً بأن الاستعدادات لوسم الحج القادم عادة ما تبدأ قبل انتهاء الموسم الحالي من خلال جمع التقارير الميدانية لكافة اللجان والبرامج المنفذة وتحليلها ورصد الإيجابيات والسلبيات من اللجان العاملة في الميدان ومن خلال مكاتب الخدمة الميدانية التابعة للمؤسسة إلى جانب رصد الملاحظات التي تصل من الجهات المعنية بالمتابعة ومن أبرزها وزارة الحج وهيئة الرقابة والتحقيق وأمارة منطقة مكةالمكرمة ومقام وزارة الداخلية، مشيراً إلى أن اللقاءات والاجتماعات وورش العمل التي تعقد في هذا المضمار تساهم في وضع حلول مناسبة بما يسهم في تحقيق ارتقاء أكبر لمستوى الخدمة باستمرار. من جهته أشار الدكتور سليمان بن محمد عبدالفتاح قطان نائب رئيس مجلس الإدارة إلى أن المؤسسة استفادت هذا الموسم بشكل كبير من وسائل التقنية الحديثة وأجهزة الاتصال اللاسلكية في جميع أعمالها، مؤكداً بأنه المؤسسة تستعين في تنفيذ برامجها وتقديم خدماتها من خلال الكوادر البشرية المؤهلة ذات الخبرة في هذا المجال. وأضاف د. قطان بأن المؤسسة تؤكد على مسؤولي وأعضاء بعثات الحج تطبيق برامج توعوية للحجيج الذين يتوقع قدومهم لأداء فريضة الحج في بلدانهم، بحيث تشمل التوعية الصحية والشرعية وإتباع التعليمات النظامية لاسيما في التفويج إلى جانب التعامل مع البنك الإسلامي للتنمية كونه الجهة الوحيدة المخولة بالهدي والأضاحي، فضلاً عن الالتزام بمواعيد القدوم والمغادرة والانتقال بين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة وبعد مواقع السكن في مكةالمكرمة من الحرم المكي الشريف وفي المدينةالمنورة عن المسجد النبوي، إلى جانب تعريف الحجيج بأهمية الاهتمام بكبير السن والأطفال والنساء وكذلك الابتعاد عن أماكن الازدحام وأهمية الالتزام ببرنامج التفويج والأوقات المحددة من قبل وزارة الحج والتي تحرص المؤسسة على تقيد الحجاج بها، وكذلك التنبيه بعدم الخروج في الأوقات المحظورة والابتعاد عن صعود الجبال والمرتفعات والأماكن الخطرة مع إتباع أنظمة الأمن والسلامة، مؤكداً بأن الحجيج يتقبلون التوعية في بلادهم بشكل أكبر لاسيما أنه سيحقق حلمه بأداء فريضة الحج. يُشار إلى أن مؤسسة مطوفي حجاج الدول الأفريقية غير العربية بدأت عملها منذ وقت مبكر من خلال لجان الخدمة الميدانية لتقديم الخدمات المتميزة لضيوف الرحمن حتى يؤدي حجاج بيت الله الحرام فريضتهم بيسر وسهولة من خلال توفير كافة الخدمات اللازمة لهم، بدءً من استقبال الحجاج بمكةالمكرمة وإصدار بطاقات تعريفيهم لكل حاج وحفظ جوازاتهم وتطويفهم ثم تفويجهم بعد أداء الفريضة، إلى جانب الإشراف على إسكان الحجاج والتأكد من توفير الخدمات المطلوبة بالمساكن مع تقديم خدمات الرعاية الصحية والتوعية الدينية وتجهيز المخيمات الخاصة بهم في مشعري منى وعرفات وتوفير ما يلزمها من خدمات وإحضار وسائل النقل للتصعيد والمغادرة وتفويجهم لرمي الجمرات وفق البرامج والجداول المعتمدة وتعريفهم بالنقل الترددي، بحيث يؤدي ضيوف الرحمن شعائرهم بكل يسر وسهولة وراحة واطمئنان، بما يعكس الصورة الحقيقة التي تتوافق مع تطلعات ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة التي شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما من الزوار وضيوف الرحمن والتي جندت كل طاقاتها البشرية والآلية لخدمتهم وراحتهم وقامت بتوفير كافة الإمكانات والوسائل الحديثة لتحقيق ذلك.