طالبت الكاتبة السعودية صبرية جوهر, التي تعيش في مدينة "نيو كاسل"، شمال شرق إنجلترا, السعوديات اللاتي يسافرن إلى البلاد الغربية بأن يخلعن النقاب. وقالت "جوهر" إنها مرّت بتجربة مؤلمة وقاسية في أوروبا دفعتها إلى خلع النقاب, رغم أنها ترتديه عندما تعود إلى السعودية. وزعمت "جوهر" أنها لا تريد أن تمر أي سعودية بالتجربة نفسها التي مرت بها وغيرها ممن كُنّ يرتدين النقاب في الغرب وتعرضن لإساءات وتحرشات من قِبل المتطرفين. ووصفت قرار الدول الغربية بمنع النقاب بأنه "غبي", وقالت: "لا فرق بين حركة طالبان التي أجبرت النساء على ارتداء النقاب والدول الغربية التي حظرت النقاب؛ فكلاهما غبي". وبررت "جوهر" ظهورها كاشفة وجهها في مقابلة مع شبكة "إس بي إس" الأسترالية, مطالبة السعوديات بالاقتداء بها, وقالت: "المناخ السيئ في الغرب لم يعد يقبل المرأة المنتقبة، وحماية المرأة صورتها بوصفها مسلمة لا تستحق أن تجعلها تمر بتجربة مؤلمة أو اعتداء في أحد الشوارع البريطانية". و قالت "جوهر": كرهت النقاب؛ لأنه لم يعد يخدم هدفاً منطقياً في المجتمع الغربي".جاء ذلك في مقال لصبرية جوهر بصحيفة "هفنتون بوست" الأمريكية، بعنوان "أصبحتُ أكره النقاب.. رغم أنني أرتديه"، أعلنت فيه موقفها بصراحة من النقاب، ومؤكدة أن "من حق المرأة وحدها أن تقرر أن ترتديه أم لا". مضيفة "ليس هناك أي منطق يقنعني بأن قوانين الدول توضع لترغم المرأة على التخلي عن تقاليدها الثقافية؛ بحجة أن بعض الناس لا يشعرون بالارتياح لممارسة هذه التقاليد، وإن اختارت المرأة أن ترتدي النقاب فمَنْ نكون نحن لنحكم عليها بألا ترتديه؟ فواضعو مثل هذه القوانين سذج وكسالى حين يحاولون إقناعنا بأن منع النقاب يهدف إلى ضرب التطرف". ثم تؤكد جوهر ما قالته في مقابلتها مع شبكة "إس بي إس" الأسترالية: "لا فرق بين حركة طالبان التي تجبر النساء على ارتداء النقاب في أفغانستان والمحافظين في فرنسا الذين يمنعون المرأة من ارتداء النقاب؛ فكلاهما ينتهك حق المرأة في اختيار ما ترتديه". ثم تكشف الكاتبة السبب وراء خلعها النقاب في أوروبا، رغم أنها ترتديه في السعودية؛ فتقول جوهر: "لقد كرهت النقاب؛ لأنه لم يعد يخدم هدفاً منطقياً في المجتمع الغربي؛ فالهدف من ارتداء المرأة النقاب هو إبعاد الأنظار عنها، لكن حدث العكس في الغرب؛ فأصبح النقاب يلفت الانتباه بصورة غير مرغوب فيها". وضربت الكاتبة أمثلة بنسوة تعرضن للاعتداء والتحرش بسبب النقاب؛ ففي مدينة "جلاسجو" الاسكتلندية حُكم على رجل بالسجن بعد أن هاجم في أحد الشوارع طالبة سعودية منتقبة؛ ما أدى بالفتاة إلى ترك دراستها والبقاء في شقتها، بعد أن شعرت بأنها تعرضت لما يشبه الاغتصاب. وتقول جوهر: لا يمكن أن يكون المناخ في الغرب أسوأ مما هو عليه الآن فيما يتعلق بالمرأة المنتقبة؛ فحسب تقرير حديث لصحيفة "الجارديان" البريطانية فإن ثلاثة أرباع البريطانيين من غير المسلمين يحملون رؤية سلبية تجاه الإسلام، ويرى 63% منهم أن المسلمين إرهابيون، ويعتقد 94% منهم أن الإسلام يقمع المرأة. واستشهدت الكاتبة بفتوى للشيخ عائض القرني التي أيد فيها المسلمات في الغرب بكشف وجوههن, وقالت: "لقد تضررت صورة الإسلام في الغرب إلى حد كبير، حتى أن الشيخ عائض القرني أصدر فتوى تسمح للمسلمات بكشف وجوههن في الدول التي تحظر ارتداء النقاب؛ حيث يصبح النقاب مصدر تهديد للمرأة التي ترتديه". وتقول جوهر: هناك القليل من المسلمات يرتدين النقاب في نيوكاسل، وفي كل مرة أرى امرأة ترتديه أرغب في أن أمسكها وأهزها من كتفها؛ كي تدرك أن حماية صورتها بوصفها مسلمة لا تستحق أن تجعلها تمر بتجربة مؤلمة كتلك التي مرت بها أختها المسلمة في "جلاسجو"، ولأن مجرد الحفاظ على صورة المرأة المسلمة يعدّ سبباً سخيفاً؛ فإن معظم السعوديات مثلي يتركن النقاب في المملكة. وتؤكد جوهر رأيها فتقول: "فيما يتعلق بارتداء المرأة للنقاب علينا أن نفكر بطريقة عملية؛ فالتعايش مع غير المسلمين في الغرب يعني أن علينا إعادة النظر في قيمنا الثقافية والدينية أو العودة إلى بلادنا، وبالمنطق نفسه فإن إصرار بعض المسلمات على الالتزام بالنقاب ربما يجلب متاعب غير ضرورية للمرأة، وتنازل المسلمات من أجل التكيف مع بيئة جديدة لن يكلفهن الكثير". وتضيف الكاتبة: لا أعتقد أن هناك ضرورة لوضع قوانين تمنع ارتداء النقاب؛ فمناخ الخوف السائد بين المسلمات في الغرب اليوم سوف يؤدي إلى اختفاء النقاب من أجل البقاء.وتُنهي الكاتبة حديثها بقولها: "إن حظر النقاب سيؤدي إلى انقسام كبير بين المسلمين وغير المسلمين، أما ارتداء النقاب في الغرب فهو نوع من الغباء".