تواصل الأجهزة الأمنية اللبنانية تحقيقاتها في الحادث الذي وقع أمس الأول على الحدود اللبنانية السورية عند نقطة المصنع، وأدى إلى مقتل سعودي وجرح سبعة آخرين من عائلته، واستمع المحقق القضائي للمرة الثانية إلى سائق الشاحنة السوري هيثم عدنان مطر، وأمر بإبقائه موقوفا حتى انهتاء التحقيقات، وخاصة الكشف الميكانيكي على الشاحنة، للوقوف حول السبب الحقيقي للانزلاق، وتحديد إذا ما كان ذلك يعود إلى تعطل المكابح أو خطأ تسبب فيه السائق. وأكدت من جهتها سفارة المملكة في بيروت أن فريق عمل من مكتب رعاية شؤون المواطنين السعوديين انتقل إلى الموقع فور وقوع الحادث، للوقوف على حالة الجرحى وتأمين احتياجاتهم، وأنهت السفارة إجراءات استقبال ذوي المصابين في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت ونقلهم إلى مستشفى البقاع، وأمنت لهم الإقامة إلى حين نقلهم الى المملكة. وبحسب صحيفة عكاظ أن جثمان الفقيد علي بن عمر بن علي تريمي، نقل أمس إلى المملكة بعد إنهاء كافة الإجراءات المطلوبة بإشراف مباشر من السفارة. وحضرت «عكاظ» العملية الجراحية الثانية التي خضع لها والد العائلة السعودية لافي الحربي في مستشفى البقاع، وأشرف عليها الطبيب المختص عاطف شمس، ونجح الطبيب في إنقاذ يده المبتورة من خلال عملية معقدة. وحول العملية، قال الطبيب: «إن الفريق الطبي نجح في إعادة وصل يد المصاب الحربي التي بترت من معصمها، وأعيد وصل الشرايين والأوردة في عملية استمرت لساعات»، وأشار إلى أن اليد تحتاج لعدة عمليات أخرى لإعادتها إلى وضع يسمح باستعمالها بشكل شبه طبيعي. ومن جانبه طمأن رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمستشفى البقاع محمد القرعاوي الجميع على وضع المصابين السعوديين، وأكد «حالتهم لا تدعو إلى القلق وهي مستقرة وقد زارنا وفد رسمي من السفارة السعودية في بيروت، ووقف على التقارير الطبية». وتواجد مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في مكةالمكرمة هشام عبدالعزيز السيد وهو قريب لجريحتين في المستشفى، وقال : «لدي شقيقتين وأزواجهن في المستشفى يخضعون للعلاج نتيجة إصابتهم في الحادث، فيما توفي زوج إحدى شقيقاتي»، وأشار إلى أن وضع المصابين مستقر ويخضعون حاليا لعدة عمليات جراحية وهم تحت الرقابة الطبية، وسفارة خادم الحرمين الشريفين في بيروت تتابع الوضع عن كثب. ووجه السيد شكره العميق لخادم الحرمين الشريفين وللسفارة السعودية في بيروت ولأعضاء غرفة التجارة والصناعة في مكة الذين تواصلوا مع العائلة خلال محنتها وما يزالون. المحامي خالد الشحيمي وكيل الشركة الإماراتية المالكة للشاحنة التي صدمت عائلة الحربي أكد ل«عكاظ» أن الشركة ملتزمة بالقانون وكل ما تتوصل إليه التحقيقات، وأشار إلى أن السائق موقوف لدى الأجهزة الأمنية، ووفقا لمحضر التحقيق الأولي فإن السائق ذكر أن شاحنة ثانية خرجت عن مسارها وتسببت في عرقلة سيره، ما دفعه للانحراف يسارا فاصطدم في الحاجز الأسمنتي الوسطي بالعجلة الأمامية من الجهة اليسرى، وهو ما أفقده السيطرة على الشاحنة فاجتاحت عددا من السيارات.