حالنا الميؤس كله مع التصبيرة . كل شي أصبح اليوم تصبيرة في تصبيرة , حتى حالنا أيضا أصبح يتصبر ويتجرع ألما وخوفا وقهرا , وكل هذا و لكي يتحقق صبرنا بأمل شبه معلق أو شبه مسلم , وبرغم من وجود الأمل , إلا أن الأمل مازال قائم بالله أولا جل وعلى شأنه , فهو العالم بعباده وبحالهم الميئوس , ولما قد توصلوا إليه ومن ثم يأسوا له , من جراء بعض المسئولين وتعسفاتهم في عدم التزامهم أو تطبيقهم لقرارات أو خطابات أو إعتمادات أو حتى أوامر ملكية واضحة وسليمة وجاهزة كانت موجهه لهم لأن ينفذوها فقط , وليس من أجل تعقيدها , أو لأن يرموها أو يهملوها أو يدرجوها في أدراج وحتى تتنسى أو تهمل أو يتم تأليفها أو تلفيقها للخروج بها و بعكس ما كانت عليه من قبل ولما قد كانت تصب إليه من فائدة أو مصلحة عامة , فلم تكن إلا من أجل الجميع أولا . فمثلا .. ولأول الفرحة واليأس في نفس الوقت , والتي لم تتم أو تكتمل لما يسمى اليوم ببرنامج حافز , والذي قد أصدر قراره وأمر باعتماده وأهداه مليكنا العادل وطيب القلب , المحب والوفي لشعبه ومن دون أي تميز أو تفرقة لأن يستفيد منه الجميع عامة وبشتى فئاته وطبقاته ومجتمعاته , فلم تكتمل فرحتهم لمن لهم الحق في الاستفادة منه , وذلك بسبب أو من أجل ما قد تم تنفيذه أو حاليا بل ومازال لأن تصدر له الكثير من البيانات أو القرارات لم تكن أساسا إلا تعسفية في تطبيقها أو كانت صعبة في شروطها أو مبالغة فيها , لأن تعتمد ومن قبل بعض المسؤلين على هذا البرنامج والذي لم يكن يعد في الحقيقة والواقع إلا هدية ملكية كريمة لأن يتم تنفيذها وإيصالها إلى شعب مخلص ووفي مازال يكن بالحب والإخلاص والولاء لله أولا ثم للمليك وللوطن . ولثاني الفرحة واليأس أيضا , لما تعمدت إليه فعله وقامت بإهماله من دون أي رقابة أو محاسبة لبعضا من دوائرنا الحكومية وعن حاجتها الماسة من مشاريع تنموية أو عملاقة شاملة كانت أو متنوعة من أجل التطوير والازدهار والطلب القائم عليها , كانت قد كلفت الدولة وفقها الله أموالا طائلة عليها في سبيل وتحقيق تلبيتها والعمل على تنفيذها من دون أي نقص أو تلاعب أو تأخير لها , لتكون هدفا ساميا وراسخا في توفير و تحقيق وترفيه و رفعة المواطن أولا وبالوطن ثانيا , فظهرت بعض المشاريع إما ناقصة أو لم يتم إكمال البعض منها أو إنجازها بالشكل المطلوب , مخلفة وبذلك فسادا واضحا وعلنيا وتقصيرا من قبل بعض من تجردوا الحب والإخلاص والولاء لله ثم المليك والوطن وذلك من أجل مصالحهم الشخصية , ضاربين بالحائط ومعلقين لمن لهم الفائدة والاستفادة من بعض هذه المشاريع المتهالكة , ومسببين لهم بخيبة أمل وقهر عارم وضياع تام . ولهذا كله وفي الختام , فنحن مازلنا نصبر ونتصبر , ومازلنا كذلك لنعلق آملنا بالله أولا , ثم بحكومتنا الرشيدة وفقها الله ولما قد أوجدته من هيئة لمكافحة الفساد أو تسعى له لأن تكون عونا للمواطن أولا وكشفا لكل الحقائق ثانيا , فأملنا بهم بعد الله وهو في الإسراع منها في محاربة من لهم يدا في عدم تحقيق الخير أو عم الفائدة للجميع , لأن تتم متابعتهم ومحاسبتهم وبشكل عاجل لما يتخذ أو يتم عمله خلف كواليسهم من تجاوزات أو تقصير أو حتى فساد , فكان الله في عون حكومتنا الرشيدة وفقها الله , وأيضا ولهذه الهيئة والتي سوف تجد الكثير من الصعوبات في محاربة كل مفسد أو مقصر , وكان الله في عوننا أخيرا لأن نكون مع التصبيرة . سامي أبودش كاتب سعودي .