كثر الحديث عن الوضع السيئ لاستراحات الطرق في بلادنا، خاصة من حيث المستوى المتدني للنظافة بشكل عام، ودورات المياه أعزكم الله بشكل خاص. والذين سافروا إلى بعض الدول، لا أقول الأوروبية ولا الأمريكية، وإنما دول آسيوية وعربية، أصبحوا يتحدثون بإعجاب، عن ما شاهدوه من المستوى الراقي والرائع والجميل للاستراحات عندهم، خاصة فيما يتعلق باهتمامهم بالنظافة ويتكلمون بألم وحسرة، عندما يقارنون بين ما شاهدوه وبين الحالة السيئة لوضع استراحات الطرق عندنا، وعن انعدام مستوى النظافة، ودخل في الخط انتشار مقاطع في اليوتيوب توضح وتعكس الصورتين، الجميل عندهم، والسيئ عندنا، من باب المقارنة. وبصراحة من يرى الحال المخجل لدورات المياه في هذه الاستراحات يقول معهم حق في هذا النقد وفي هذه المقارنة. وبنظرة سريعة على هذه الاستراحات في بلادنا، نجد أن أكثر المستفيدين منها هم من غير السعوديين، وهؤلاء يقومون غالباً باستئجار السوبر ماركت والمطعم والبنشر وربما المحطة أو الموقع كاملاً، باسم مواطن سعودي. وبصراحة -ومع كل أسف أقولها- السعودي يهمّه في النهاية أن يأتيه الإيجار كاملاً، والأجنبي يهمه كم يكسب وكم يحول لبلده آخر الشهر، وانظروا إلى حجم التحويلات التي يُعلن عنها كل عام، أما موضوع النظافة فهذا الأمر لا يهمهم ولا يعنيهم، وهو آخر ما يُفكِّرون به، طالما لن يجدوا من يُحاسبهم ويُعاقبهم بفرض غرامات مالية، أما أن يُبادروا من أنفسهم، فأعتقد أن هذا لن يحدث، لكن لو يعلم هؤلاء المستفيدون من الاستراحات مواطنين كانوا أو مقيمين، أن هناك تفتيشاً مستمراً على كل ركن وزاوية، وكل مرفق من هذه الاستراحات، وغرامات مالية تفرض على كل من لا يلتزم بالشروط الصحية، لما وصل الحال بهذه الاستراحات إلى هذه الدرجة من السوء وانعدام النظافة، ولحرصوا على تطبيق هذه الشروط المطلوبة منهم كحرصهم على كسب المال، برغم أن الدولة عندنا لا تأخذ ضرائب كما هو موجود في كثير من دول العالم التي تفرض الضرائب التي تثقل ظهور التجار، ورغم ذلك تُجبرهم على الالتزام بالنظافة وبشروط السلامة بشكل عام، وتفرض عليهم غرامات إن لم يلتزموا بذلك.