ولدت عبارة (كن حذرا مما تتمناه) في الثقافة الغربية تماما كما ولد علاء الدين ومصباحه السحري في ثقافتنا الشرقية وفي النهاية فالعبارتان متعلقتان بهدف البشرية الأول وهو تحقيق الأمنيات بلفظ من الألفاظ وفرك خاتم أو مصباح. وبصفة عامة تمثل الأمنيات جزأً كبيراً من حياتنا ، وقد تكون يومية في حياة البعض منا وغالباً ما تتمثل في تمني السعادة المنشودة و درجة معينة من الرخاء والرغبة في الارتقاء. لكن في الحقيقة كم مرة وجدنا أنفسنا نلعن فيها اللحظة التي تمنينا فيها بعضاً من تلك الأمنيات التي تحققت بشكل مختلف عما تمنينا أو عن التصور الذي وضعناه لها مسبقاً والوبال الذي جلبناه لأنفسنا بسبب تلك الأمنية ومن هذا جاء مبدأ الحذر في تمنى حدوث الشئ لأنه ليس بالضرورة أن يكون ما نتمناه قد تحقق لنا بحسب مانريد وشكل حدثاً سعيد اً أومفاجأة سارة في حياتنا ، فكم من بشر تمنوا المال ولما جاء المال فقدوا الصحة فأنفقوا المال في سبيل استعادة الصحة ، وكثيرا غيرهم تمنوا أن يفقدوا أقرباء لهم ليكتشفوا بعد ذلك أنهم لا يستطيعوا العيش بدونهم وكم من فتاة نامت وحلمت وتمنت أن تتزوج بفارس أحلامها فقط لتحقق أمنيتها وتستيقظ على عكس ما أرادت . وهنا أتساءل لماذا لا نترك الأمنيات جانبا ونعيش الواقع كما هو بحلوه ومره بأفراحه وأحزانه ونرضى بما قسمه الله لنا مع عدم إغفال اجتهادنا في تغيير هذا الواقع للأحسن والأفضل ولماذا لاندع الحياة تختار مايصلح لنا فربما شكل اختيارها هدية مفاجئة و وجلب لنا سعادة كبيرة حتى وان لم نراها لقلة إدراكنا ولضعف بصيرتنا وهذا ديننا قد حث على ذلك في قوله تعالى " فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا " النساء 19 ، فالأمنية شئ جميل من المفترض أن تسعد الحياة لا أن تعكرها على أي شاكلة تحققت أو لو لم تتحقق ولا يفترض أن تلحق الأمنية كلمة ياليت والندم الذي يتبعها ففي النهاية الحرص واجب ، حتى لو كان في أمنية بسيطة فكم أسعدت الأمنية أناس وأتعست آخرين. رؤى صبري*