الخيال عالم خصب لا يوجد فيه قانون أو قاعدة, نخلقه من وجداننا وأحلامنا وطموحاتنا ,وبالرغم من أن الكثيرون يعتبرونه مجرد طريقة للهروب من واقع مؤلم يراه آخرون بوابة للنجاح,بل أن كثير من الأبحاث والدراسات قامت في هذا الشأن فهذا ما يسمونه قوة العقل ويعتبر كتاب (السر) من أفضل الأمثلة على ما ذكرت فمن المعروف أن للإنسان طاقة يتحكم بها فإذا ركز طاقته على تخيل حدث ما بطريقة معينة يكون هناك احتمال كبير في حصول هذا الحدث بالطريقة المرغوبة. وإذا تركنا الكتب والأبحاث ونزلنا لأرض الواقع نجد أن كثيرا من الناس الذين حققوا نجاحات في حياتهم كانوا يرفضون الفشل في أعماق عقولهم ولا يرون إلا النجاح وأذكر في هذا المضمار إحدى الزميلات التى كانت سعيدة في حياتها الزوجية والعملية وعندما سألتها عن السر قالت لي أن طفولتها لم تكن سعيدة وكانت تحلم من صغرها بأن يكون لها زوج حنون وحياة أسرية سعيدة لا يشوبها شئ من التعاسة بل أنها قالت لي أنها لا تسمح لنفسها أن تتخيل شئ تعيس أبدا وحتى وان حصل فإنها تعوضه دوما بتخيل سعيد. ولو نظرنا للموضوع من زواية أخرى لوجدنا أن قليل من التخيل يرفع المعنويات ويقتل الضغوطات خاصة إذا صاحبه العمل الجاد فالواقع مرير دوما ولا يصح أن نزيده مرارا بتوقعات سيئة ففي النهاية طريقة تفكيرنا في الأمور وتعاملنا معها هي التى تخفف من حدتها أو تزيدها,فالعالم ملئ بالأشخاص الأشرار والمواقف السيئة وغيرها ,لكن مع ذلك يبقى الإيمان بأن كل شئ حاصل بسبب وحتى لو مررنا بيوم سيئ يجب أن نؤمن بأن الكثير من الأيام الجيدة سوف تلحق به فقط لو تخيلنها بالطريقة الصحيحة. رؤى صبري