الناظر للمشهد العربي الآن ، وما تمر به هذه الأوطان من ثورات وانتفاضات ، واختلال في التوازنات الإقليمية ، تدور في مخيلته الكثير من التساؤلات ولعل أكثر هذه التساؤلات هي : ما الذي يحدث في العالم العربي الآن ....؟ ومنهم الأصدقاء... ومنهم الأعداء .... ؟ وهل ما يحدث... هي مؤامرات أم انتزاع حريات ....؟ إننا عندما ننظر إلى الغد .... فلن يطلعنا إلا بما رسمه الأمس ......! فنحن لم نتفق على شيء بالأمس فكيف بما سوف يكون غداً ! فا الشعار الوحيد هو ( نتفق على ألا نتفق) !!! حتى العدو الرئيسي لنا وهو العدو الإسرائيلي المحتل والمغتصب لبلادنا ..... تجد من منا ومن أبناء جلدتنا يهرولون إليه ، بل يتجاوزون السرعة القصوى في ذلك ......! ، بل إن من كشف الله ستره واظهر حقيقته للعيان هو أكثر عداوة لنا من هذا المغتصب الظالم . إن السياسات السابقة ( أخوان الظاهر ..... وأعداء الباطن )! لم تصبح مجديه الآن فكل أوراق اللعب السياسية التي كان يمارسها هؤلاء بينهم البين انكشفت ... وبخاصة لشعوبهم ، بل إن العداوات الآن انتقلت إلى داخل البلد الواحد ... . فذلك الحاكم يدبر المكائد والمؤامرات ، ضد شعبه ، ويستنزف كل الطاقات .. في سبيل البقاء على الكرسي الموهوم ( أنا ومن بعدي الطوفان ....) وكأنه لم يستمع يوماً لمقولة ( لو دامت لغيرك ..... ما وصلت إليك ) . وذاك آخر يتهم شعبه بالخيانة والمؤامرات الخارجية ، وهو شعباً أعزل لا يحمل السلاح ... وطلبه الوحيد الحرية والعدالة والمساواة ...! فتجيش الجيوش ضده وتملئ الدبابات والمدرعات شوارع المدن ، لا لحماية الشعب من أي غزو خارجي أو تحرير هضبة محتلة ( الجولان) وإنما لقتل هؤلاء الضعفاء المجردين .... الأقوياء بعزيمتهم وكبريائهم 'عقاباً لهم ..... فليس المفروض منهم إلا أن يبقوا عبيدا مهانين إلى الأبد ...! إن في ديننا كل معاني الرحمة والعدل والمساواة ، وهاهم من يدعون الإسلام !! ويتغنون بالعروبة !! هم أكثر الناس وحشية ودموية ! .. إنها أبشع صور الجهالة والظلم والظلام والوحشية ، والجاهلية الأولى ..... ! نعم أخواني الأعزاء ............. أنها شعوب تريد الحياة ..... ولا بد من أن يستجيب القدر الحمد لله الذي من علينا بنعمته في هذا البلد الآمين وتحت راية التوحيد ...... نشئنا عليها وسنظل عليها إلى أن نموت ... دمتم بخير د.خالد محمد الثبيتي