ظواهر جديدة بدأت تدخل مجتمعنا من بينها العلاقة الآن بين الآباء والأبناء التي يسودها بعض الفتور في بعض الأحيان البعض يطلق عليها " فجوة " بين الآباء والأبناء وإن كنا لا نميل إلى هذا الإتجاه ، وآخرون يرون أسباب ذلك كثيرة من أهمها إنشغال الأب عن الأبناء والركض وراء تحقيق الدخل المادي المناسب بما يشغل معه كل وقته حتى وقت الإبن في مرحلة هامة وهي مرحلة الشباب المبكر وما بعد مرحلة المراهقة .. الظاهرة موجودة وإن تفاوتت حدتها بين أسرة وأخرى حسب المستوى الثقافي للأب وتمسكه بتقاليدنا وعاداتنا المعروفة ولكن يجب أن نُسلّم بأن هناك ميلاً طبيعياً لدى الآباء خاصة كبار السن منهم إلى التقليدية ومحاولة دفع الأبناء بأفكارهم وطريقة حياتهم ومقاومة الجديد ورفضه وفي المقابل فإن من طبيعة الجيل الجديد المتمثل في الأبناء النفور من كل التوجيهات والأوامر الأسرية وإبداء التمرد عليها ظناً منهم بأنها ستحد من حريتهم الشخصية ولا تصلح لحياة اليوم وصفة الرفض هذه – هي في إعتقادي – صفة طبيعية في الشباب إذا ما كانت في الحدود المقبولة ، والتي لا تمسّ القيم ، أما إذا تعدت هذه الحدود فستورث جيلاً متخبطاً يحاول إيجاد هوية مستقلة عن طريق التقليد والمحاكاة لنماذج غريبة عن قيمه وتقاليده وقد يؤدي ذلك إلى قيام بسلوكيات منحرفة لأنفسهم أو يتخذ البعض منحى آخر خطير بتبنيهم أفكاراً ضالة يفضلون بها عن مجتمعهم وقيم وتعاليم الإسلام الصحيحة التي يعد مجتمهنا نموذجاً مشرفاً في تطبيقها ولإحداث تفاهم وتقارب بين الجيلين ( جيل الآباء وجيل الأبناء ) ، لابد لكل واحد منهم أن يتقدم خطوة نحو الآخر فمن الضروري أن يتفهم مثل هؤلاء الآباء الأسلوب الصحيح للتربية والمرونة خاصةً فيما يتعلق برغبتهم في أن يكون الأبناء صورة طبق الأصل منهم ، وأن يتفهم الآباء أيضاً بأن هذا ليس ممكناً في عالم متسارع مثل عالمنا اليوم . فعلى الآباء إبداء قدر كبير من المرونة وتفهم لحياة العصر وطبيعتها ، وبالتالي مسايرتها وعدم الوقوف موقف الرافضين لكل ماهو جديد . غازي الدليمي [email protected] إعلامي – سيناريست – معد برامج تليفزيونية.