من واجبات الجنود...أتباع أوامر قائدهم...و ولائهم التام للقائد الأعلى للقوات المسلحة...وهو ولي أمر الدولة وحاكمها...قال الله تعالى: { يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } سورة النساء آية 59...ومن أجل حماية بلادهم، يتدربون على القتال و المناورات و التكتيكات العسكرية و سرعة الاستجابة في أي وقت و في أي لحظة يأمروا من قبل الحاكم للقتال...وهذه الأوامر تكون صادرة بعد التفكير العميق و فشل كل المحاولات للجوء إلى التفاهم مع الطرف الأخر...ففي هذا العالم السلم هو الحل الأمثل...بعد ماتكبده العالم من مشاكل و واجهه من صدمات من الحروب الماضية، حيث الفائز الوحيد في الحروب الحالية هو الشيطان الذي يرقص فوق جثث الأبرياء وينادي للمزيد من إراقة الدماء...قال الله تعالى: { يٰأيها الناس كلوا مما فى الأرض حلٰلاً طيباً ولا تتبعوا خطوٰت الشيطٰن إنه لكم عدو مبين } سورة البقرة آية 168 والركون إلى السلم لايعني الجبن أمام الغزاة من الخارج أو الصمت أمام مشعلي الفتن من الداخل...فلهذا يوجد رجال و نساء مواطنون ( من أساس جذورهم ) لن يتزحزحوا عن حماية بلدانهم...( لكن هنالك أوقات...وهذا لايعتبر غزواً خارجياً...تلبي فيها طلب دولة شقيقة للدعم والتضامن من أخوانها البلدان المجاورة حسب اتفاقية الدفاع المشترك والتي تربطهم بها رابط الإخوة والدين وذلك لإخماد الفوضى والفتن و استمرار الحياة الطبيعية التي يعيشونها الناس في بلادهم أمنين مطمئنين على مالهم وأنفسهم )...قال الله تعالى: { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون } سورة آل عمران آية ۱04 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، وشبك بين أصابعه )... ولهذا جميع البلاد (باختلاف الأجناس) سواء متقدمة أم لا...تجري التدريبات السلمية معاً لتظهر كل منها إن لها قوة رادعة...فلا يفكر أي طرف في الحرب...وهذه ظاهرة طبيعية في العالم...لهذا العالم في تطور عمراني، ثقافي، حضاري...والبلاد النامية (في مختلف أنحاء العالم) التي مازالت تواجه مشقات في مجال الثقافة و العمران، تلجأ إلى البلدان المتطورة لتبعد عنها تجارة البشر، ورجال العصابات...وتبدلها إلى أمن و مشاريع لتنمو معها...أما عن مشعلي الفتن...فعقابهم هو الردع و القمع...وهذا يعتبر من اقل العقوبات...قال الله تعالى: { والفتنة أشد من القتل } سورة البقرة آية 191 -( جند لا يمكنك إيقافهم )- وهنا مع كل التدريبات و الأجهزة المتطورة لحماية الوطن و المواطنين...يأتي جند أقوياء، يأتيهم أمر بالهجوم و عدم التزحزح من الذي أمامهم...من جنود و رجال ونساء و أطفال و كبار في السن وعمران شاهق و مصدات...ويبيد مئات منهم في الدقائق الأولى...ساحقاً للحرث و النسل...ثم يأتي الأمر الرادع بالتوقف بعد فترة...قد تكون دقائق معدودة أو ساعات عدة...لكن عند التوقف من تلك الهجمة الفتاكة الشرسة...ترى الناس الذين عاشوا في صدمة مريعة...منهم من مات...و منهم من تشتت...ومئات الألوف مشردين بلا مأوى... وهذا ماحصل ( يوم الجمعة، 11 مارس 20۱1 ) في اليابان، عندما أتى ( جند الله ) التسونامي...وتحت أمرت الله عز وجل ( التي فيها حكمه قد يجهلها البشر ) دمرت ولم تترك شيء...وهنا يقف العالم في حيرة من أمره... إذا أنا دربت جنودي...ولم يستطيعوا أن يردعوا الماء الهائج...فلماذا اُُقدم على الحروب...السلم هو الحل الوحيد...فهناك من هو أقوى الجنود...التي هي تحت إمرت الله عز وجل...من ماء، هواء، رمال، حشرات...وغيرها -( بعد الكارثة...وحضور المسلم )- ...بعد ذهاب جند الله...وقد عمت الفوضى...ترى العالم في دائرة من هول الصدمة...ونحن كأفراد مسلمين...علمنا الدين الأسلامي، أن تحب أخيك المسلم كحبك لنفسك...قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )...وأن تساعد جميع مخلوقات الله في أرضه...سواء كان البشر على اختلاف أجناسهم أو الحيوانات...قال الله تعالى: { وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين } سورة البقرة آية 195...فهنا الاختبار الثاني بعد الصبر و الاحتساب...المساعدة الإنسانية...فلاتضع في خاطرك أو على بالك ابتغاء شيء دنيوي مثل انتشار اسم أو وضع بصمة في التاريخ...بل لابد إن يكون سبب انخراطنا في العمل الخيري...ابتغاء وجه الله و حماية من نحب...قال الله تعالى: { إلا ابتغآء وجه ربه الأعلى } سورة الليل آية 20...أليس هذا سبب وجودنا...أن نعبد الله وننشر اسم الإسلام وأنه دين يساعد المنكوبين...لعل وعسى يبعد الشوائب التي وضعها المفتنين حول العالم بقولهم (الإسلام مثير للمشاكل)...لا و ألف لا...بل الإسلام هو الذي يبقي الأرض تدور بسلام...مادام الدين قائم يعم الأمن و استقرار الحياة...ومكة (التي فيها الكعبة) ليست اسم يسهل قوله...فهو موطن مقدس...قال الله تعالى: { إن أول بيتٍ وضع للناس للذى ببكة مباركاً وهدى للعٰلمين } سورة آل عمران آية 96...حيث إن الملائكة تطوف حوله إلى قيام الساعة...قال الله تعالى: { وإذ قال إبرٰهم رب اجعل هذا بلداً ءامنا و ارزق أهله من الثمرات } سورة البقرة آية 126 اللهم أحفظ حكامنا وبلادنا و أنفسنا و العالم أجمع... والله ولي التوفيق... تحياتي... الكاتبة /الأكاديمية باللغة الإنجليزية و كاتبة مقالات صحفية