أتذكّر عندما كنتُ طالبًا في كلية إعداد المعلمين، كنا نشتري مذكرات أو ملخصات المقررات عن طريق الكلية، بعد أن يقوم عضو التدريس بتلخيص وكتابة مادته وتسليمها للكلية، لتتولى طباعتها وبيعها على الطلاب، وكان بعض أعضاء هيئة التدريس، وكان في ذلك الوقت غالبيتهم من دول عربية شقيقة، ينتقدوننا في رغبتنا وإلحاحنا في طلبنا لهذه الملخصات بديلاً عن الكتب، وغير مقتنعين بها، ففي نظرهم أنها تخرج طلابًا ضعفاء في تخصصاتهم، ولكن كانوا يلجأون إليها مضطرين من باب (الطلاب عايزين كدا)، وأن الكلية تسير على هذا الوضع والحال، فأصبحوا يقلدون بعضًا، حتى غير المقتنع أصبح يلجأ لهذه الطريقة ويسير مع التيار ولا يشذ عنهم، أتذكر أن أحد أعضاء التدريس جلس ينتقد هذه الطريقة صراحة وبشكل حاد، وقال بهذا النص: (أنا ماني جالس في كلية، أنا في مدرسة ثانوية، يفترض -والكلام له- أن يحدد كتاب، أو عدة كتب للطالب يقرأ ويبحث فيها؛ حتى يكون مستوى الخريج أقوى في مادته، أو تخصصه). ولا أدري إن كان هذا الأسلوب متّبعًا في الكلية إلى الآن أم تغير. ما أود قوله في هذا المقال هو مع تغير المناهج، وخاصة الرياضيات، والعلوم، وكذلك مواد اللغة العربية يفترض أن يقابله تغيير في مناهج كليات التربية، وفي طرق التدريس، تتناسب وتتماشى مع المناهج الجديدة، حتى تخرج معلمين قادرين على تدريس هذه المناهج، بالشكل الصحيح والمرسوم أو المخطط لها، فهل أخذت كليات التربية هذا الجانب في الاعتبار، في مقرراتها؟ أم أنها لا تزال تسير في مقرراتها وطرق تدريسها على حالها القديم؟