بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد : فأن مما يحز في النفس ويدمع العين ويكلم القلب ماوصل إليه حال كثير من المسئولين في بلادنا من (ترزز) ومسارعة ومبادرة إلى الاختلاط بالنساء ... ففي أقل الأحوال ما يكون في الملتقيات من وضع فاصل بين الرجال والنساء وطبعا الفاصل ( قصير جدا) فالرجال يرون النساء والعكس ولا ننسى أن بوابة الدخول والخروج ( واحدة) ووقت الدخول والخروج ( واحد) والله أعلم بما يحصل في مثل ذلك!! ولكن لا يهم ذلك لأن الأمر كما يقول بعض كتاب الصحف من نساء ورجال ( الفتنة مأمونة والثقة موجودة ) بل كما قال بعض المسئولين :الذي يشكك ويتكلم في مثل هذه الاجتماعات يشكك في المجتمع لأن الأصل في اختلاط الرجال بالنساء هو ( السلامة والثقة...) بل والله إن الإنسان ليصاب بالدهشة وينعقد لسانه عن التعبير مما يراه من صور هؤلاء المسئولين والذين بالطبع( يجوز لهم ما لايجوز لغيرهم ) وذلك عندما ترى صورة امرأة بين (كومة ) من الرجال وذلك كما يحصل في افتتاح ملتقى أو برنامج تدريبي أو افتتاح منشأة بل وحتى افتتاح ( معرض تشكيلي ) ... عيب ثم عيب ثم عيب هذا الذي يحصل فبعيدا عن مسألة التحريم , فوالله إن الفطرة السليمة تترفع عن مثل هذه الأمور ( امرأة بين رجال) وفي بلاد التوحيد ولكن لا أقول إلا ( رحماك يا رب) ( ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا) ثم الذي يزيد من تعجبك عندما ترى هذا المسئول ومن حوله وهم في الصورة ومعهم هذه المرأة وهم ( يظهرون تلك الابتسامة العريضة والتي قد لا يراها حتى ابنائهم ) ولكن لابد لهم أن يفعلوا ذلك حتى تظهرهم الصحف في الصفحات الأولى من جرائدهم والتي دائما ما تسعى إلى ( نشر الفضائل والتحذير من الرذائل) ولكي لا يتهمون بأنهم ( رجعيون متأخرون متزمتون معقدون عندهم ارهاب فكري أو تسلطي أو اصحاب نظرة دنيوية للمرأة ....) والقائمة تطول واذكر في الختام فتوى الامام ابن باز عندما سئل عن حكم مصافحة الرجال للنساء فأجاب (لا تجوز مصافحة الرجل الأجنبي للمرأة، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- (إني لا أصافح النساء) وتقول عائشة -رضي الله عنها-: (والله ما مست يد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يد امرأة قط، ما كان يبايعهن إلا بالكلام). فهذا يدل على أنه -صلى الله عليه وسلم- ما كان يصافح النساء، فلا تجوز مصافحتهن لأنها فتنة، والمصافحة قد تجر إلى فتنة...) ا.ه. فإذا كان هذا هو النبي عليه الصلاة والسلام لا يصافح النساء وهو اوثق الناس وأعفهم وأبعدهم عن الريبة عليه الصلاة والسلام فكيف بمن بعده وبعد هذه الفتوى أقول ( لاتعليق) اللهم اصلح الراعي والرعية واحفظ علينا أمننا وديننا وقيمنا وأسألك اللهم من أرادنا أو أراد بلاد المسلمين بسوء فأشغله في نفسه ورد كيده في نحره وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا