تصوري عن الكاتب الصحفي المسلم أن يكون ذا هم ديني بالغ يذب به عن دينه ، وذا وهم وطني بالغ يُدافع به عن وطنه ، وذا مصداقية بالغة يتحرى بها الصواب في كل ما يكتب ، فالقلم أمانة ووسيلة فعّالة متى أُحسن استخدامه ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُرسل الكتب إلى أعتى زعماء العالم يدعوهم فيها للإسلام. الحاصل أننا أصبحنا نرى للأسف الشديد أشبه ما يكون (بالشللية) في صحافتنا من تقصّد لانتقاص الأشخاص والتشهير بهم وكأنهم خُلقوا بلا عِرضٍ كفل الله تعالى لهم صيانته وحفظه ، وأيضا من تناقل للأخبار الكاذبة والغير متصورة وما قصة مؤخرة الدجاجة عنا ببعيد ، خصوصا إذا ارتبط ذلك بشخص له نفوذ ديني حتى لو شهدت له أفعاله قبل أن يشهد له الناس بصلاحه وصدقه ووطنيته أو جهاز له سلطة دينية وتأثير في دفع الظلم عن الناس أو إنكار للمنكرات ، والغريب العجيب أن يتعدى ذلك إلى بعض رؤساء التحرير لهذه الصحف التي لربما بلغ بعضهم رئيسا لتحرير صحيفة ما ما يؤهله لأن يُسمى برئيس رؤساء تحرير صحف العالم دون منازع ، فتراهم يصبون الزيت على النار ويتقصّدون تفاقم هذه الشللية واتاحة الفرصة لصنف معين من الكتاب رأيناهم رجعوا بأغلب جيش الصحافة في أزمة الوطن بينما رجع المنافقون في العهد الأول بالثلث فقط عندما كانوا في جيش فيه النبي صلى الله عليه وسلم و الصحابة. يا سادة لا ادري هل سيأتي علي زمان أرى فيه إعلامنا وقد التلفت التفاتة صادقة إلى الرسالة العظمى التي لأجلها خلقنا الله تعالى إذ قال (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) هذه الرسالة التي أقضّت مضاجع المسلمين الأوائل فاشتغلوا بإصلاح دينهم ودنياهم وطوّعوا هواهم لهوى الشرع لا إلى هوى أنفسهم فمكّن الله تعالى لهم وأعزّهم وأعلى ذكرهم وتركوا لنا صفحات بيضاء في تاريخ الأمة ضربوا بها أعظم الأمثال في الاعتزاز بهويتهم الدينية وهوية بلادهم الاسلامية.. وكتبه محمد ابن الشيبة الشهري