إنها دماء الكرماء من أحرار العالم ، أبت أن تخضع للظلم أو أن تقره أو أن ترضى به ، فهبت لنصرة وإغاثة المحاصرين في غزة ، حيث يحاصر هناك أكثر من مليون يموتون جوعاً وعطشاً ، لا علاج ولا دواء ، ولا غذاء ولا كسا ، ولا أي شيء من أنواع الحياة الإنسانية ، فأقض هذا الحال ظهور الغيورين من هذا العلم العجيب ، فهبوا لنصرة المظلومين ، لا يحملون أسلحة ولا متفجرات ، ولا قنابل عنقودية ولا أسلحة نووية وإنما يحملون الدواء والغذاء فشقوا طريقهم ولكن علوج الغدر كانوا لهم في الانتظار ، جنود الظلم والعدوان اعترضوا طريق الأحرار ، ولا غرو فمن لا يرحم طفلاً لن يرحم غيره وهكذا الطغاة والمجرمون على مر التأريخ ، أولئك الموتورون الصهاينة اعترضوا أسطول الحرية الشريف فأسالوا دماء أحراره الكريمة الحمراء في البحر الأبيض الذي أصبح حماته هم الظلمة والبؤساء ، فسطرت أيدي أولئك المجرمين جريمة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة ، جريمة هي من عاداتهم ومن أبرز صفاتهم ، زادهم في طغيانهم صمت العالم وسكوته عن جرائم يشيب لها الولدان ، صمت العالم وضعفه ورضاه بالظلم إلا ما رحم ربي هو سند قوي لمد الظلم في ظلمه ، ومن قتل أنبياء الله تعالى فلن يخاف الله في غيرهم ، فليتوحد العالم كله ضد هذه الجرثومة الخبيثة ، وليقم هذا الجثة الهامدة العالم الإسلامي ليقوم بدوره ، وليستغل مثل هذه الفرصة السانحة التي أغضبت العالم تجاه الصهاينة ، كفى ذلاً وهواناً ، كفى خنوعاً وضعفاً لو عاد فينا أبو حفص لأنكرنا *** وقال لستم بأحفاد الميامينا الدور الرسمي في العالم العربي باهت نائم سادر حتى عن أقل ما يمكن إلا ما رحم ربي !! هذه هذه أمة الإسلام التي قادت العالم وأسعدت البشرية لمّا تمسكت بسبيل عزتها وقوتها دينها الحنيف ، فقد كانت أذل أمة ولما رجعت إلى ربها حكمت العالم وفي سنون قصيرة . على حكام العرب أن يقوموا بدورهم ، وأن يعيدوا للأمة أمجادها بدءاً بالحرص على كل ما من شأنه عودتها لدينها والتمسك به من تحكيم للشريعة وغير ذلك عندها تستعيد مجدها وريادتها وإلا سوف تبقى كما يقول المثل العامي: من جرف لدحديره ، وستبقى دماء المسلمين أرخص دماء ، وستضيع أراضيهم بما فيها مقدساتهم ولا غرو فإذا ضاع الدين ضاع معه كل شيء ( ولينصرن الله من ينصره ) . عبد الله عوبدان - شرورة