قبل حوالي سنتين مظلمتين مرتا طويلا على شعب غزة وكأنهن عشرات السنين النكداء ، قامت حركة حماس بانقلابها الدموي الشهير تحت حجة الإصلاح والتغيير ، والذي سيطرت بواسطته على قطاع غزة الحبيب ونتج عنه ما نتج من سياسة حصار وتجويع مارستها إسرائيل ضد شعب غزة ، مستثنية قادة وكوادر وأنصار حماس في الدائرة الأقرب لنهجها ومنهجها اللذين نتج عن أنقلابهم الدموي العشرات من القتلى والجرحى والمعوقين وألاف من الأسر والأفراد اللذين فروا من ظلم ورصاص حماس للضفة الغربية ، وبعد التنسيق مع حماس باتفاق مع لجنة أمنية حمساوية أجتمعت مع أمنيين إسرائيليين في أحدى مدن جنوب إسرائيل زاروها سرا تحت حجة الإستفادة من الخبرة الإسرائيلية لمعالجة المياه العادمة في غزة ، تستعد إسرائيل لترحيلهم لغزة تنفيذا لقرارها العنصري الأسود رقم 1650 ليواجهوا الموت المحتم بواسطة أحكام الموت الصادرة من محاكم القهر والقمع والظلام الحمساوية ضد الريادية الوطنية الفلسطينية المخزنة في أقبيتها ، والتي حاولت تمرير جزء منها أخيرا لمعرفة مدى ردات الفعل الجماهيرية والدولية تجاهها ، أو برصاص الغدر الذي ما زال بجيوب وجعب أبناء حماس المعبئين ضد فتح والشعب الفلسطيني حتى النخاع ، كما ونتج عنه الفقر المدقع الذي لف شعب غزة واستوطن القطاع الصامد ولا علاج له في ظل استمرار الحصار والانقلاب ، مع ضمان إسرائيل والداعمين لهما فلتان الحمساويين منه بعد أن سيطروا على الحياة الإقتصادية في القطاع لإدارتهم تجارة الأنفاق ، ولفرضهم الخاوات والأتوات والضرائب الباهظة والتي بلغ مجموعها في قطاع غزة أكثر من مئة وعشرين نوعا ، على كل نفس وشجرة وأداة وخدمية واستهلاكية وعجلة متحركة وثابتة ، سواء أكانت تسير بالطاقة أو بالدَواب وحتى تلك المدفوعة بأكتاف المواطنين ، ولسرقتهم أموال المساعدات التي تدخل لقطاع غزة من فاعلي الخير الباحثين عن سرية العطاء لرضاء الله تعالى ولنهبهم الأموال والمساعدات العينية الأخرى والتي من آخرها الفساد المالي داخل وزارة الزراعة وبالبلديات التي يديرها متنفذي حماس كبلدية دير البلح مثلا ، ولم يستفد من المتبقي منها بعد السلب والنهب فقراء وجياع غزة ، بل يستفيد منه ويتمتع بها ابن حماس وأخت حماس وأم حماس وجد وجدة حماس وأبنة خالة خالة حماس وحبيبة وعشيقة وأنسباء حماس اللذين زادوا عن الاربعة ، ومن الموبوئين المصفقين لها بعد كل سرقة أو طلقة ما عادت تنطلق إلا لقتل شرفاء غزة وشعب فلسطين ، ومن المساطيل الداعين لها بالبقاء وطول العمر بعد كل كيس معونات مشروط ومنتهي الصلاحية ، ما عاد يستلمه إلا الأنصار والمؤيدين البائعين لضمائرهم الميتة ولأصواتهم الإنتخابية . وحتى تسويق حماس إنقلابها الدموي الذي استباح دم أهل غزة أكثر مما استباحته يد الإرهاب الصهيونية ، باشرت أولا حملة مُنظمة ضد الاجهزة الأمنية الفلسطينية بوصفها الذراع الحامية الحاملة للمشروع التحرري الفلسطيني ، قادها شيوخ منابر ستكتب شهادتهم ويسألون ، ورددتها ألسن الأفّاكين حفدة أقزام حديث الإفك الذي مس عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها واليوم يلطمون الخدود ويشقون الجيوب مخادعين أنهم منها وإليها ، والتي لم تعتد التهليل والتحميد والتمجيد للواحد الأحد ، بل لم تعرف إلا أن تلوك الطعام الحرام والخوض بأعراض الناس وسمعتهم ، كما وباشرت حملة منظمة ضد السلطة الوطنية الفلسطينية ناعتتها بسلطة دايتون تقربا من نجاد والشيطان حاضني سلطة غزة ، وبعدا وابتعادا عن الحقيقة ورضى الرحمن ناسية أو متناسية أنّ سلطتها في غزة سلطة نجاد تون والغدار تون ، متلحفة بثوب المقاومة الفلسطينية التي كتبت أول دروسها وخطت فصولها وأصدرت كتبها وثبتت تاريخها وأوقدت مشعلها حركة فتح . ولإقناع الناس بمنطقها الإستقوائي الذي يلغي غيرها من القوى الوطنية ، مارست سلسلة من العمليات التفجيرية التي أبطالها شباب أحبوا فلسطين فأخذتهم للموت بعد أن استغلت تضحياتهم وكرهت أهاليهم ، واللذين لا يوجد بينهم واحد من أبناء قيادات حماس من الصفين الأول والثاني وحتى من الثالث اللذين بعضهم كمصعب حسن يوسف بالعمالة والقذارة ، فكثيرة هي البيوت التي نسفت بفعل الإرهاب الإسرائيلي والتي تعود لأهاليهم وأقاربهم وحتى جيرانهم ، ولم تبنى مجددا إلا بأموال السلطة بعد أن تخلت حماس عنهم وانكرت أخيرا أفعالهم بعد أن اعتذرت لإسرائيل عن جرائمهم كما وصفتها هي بحق الإسرائيليين وكما ثَبُت وجاء بأقلامهم وبلسان ناطقيهم وعلى صفحات إعلامهم والذي تناقلته وكالات الأنباء العربية والعالمية ، والذي رفضته إسرائيل لأنه جاء بغير موعده بعد أن باتت أقرب لتكملة بناء الجدار العنصري الذي أنشأ بفعل هذه العمليات ، التي ما كان هدفها عند حماس إلا أعطاء الذرائع لإسرائيل لتمكينها من بناء الجدار ، الذي يقسم ويدمر أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية لمنع تحقيق الحلم والأمل والحق الفلسطيني بدولة حرة مستقلة فوق تراب فلسطين الوطني . وبعد أن انفض الناس من حولها لبشاعة الفعل وردة الفعل ، عزف إعلامها المقامر والمزيف للواقع والوقائع على وتر الهندسة والاختراعات العسكرية وذلك بإعلان تمكن مهندسي حماس من صنع صواريخ تصيب أهدافها بدقة في المستوطنات ومعسكرات الجيش الإسرائيلي ، وبعد أن اكتشف الشعب الفلسطيني وقيادته عماها وعدم فاعليتها وصفوها بالعبثية لأنها ألحقت الضرر بصمود ومقاومة وحتى بصراع البقاء الذي يخوضه الشعب الفلسطيني ، والتي وصفتها حماس مباشرة بعد حرب إسرائيل على غزة التي جلبت الدمار لشعبها وجنبت قادة وكوادر حماس ويلاتها بالخيانية التي تضر بمصلحة شعب غزة اللذين لم تكن تحسب لمصلحتهم ومعاناتهم حساب قبل الإنقلاب ، الوصف العار الذي خرج سريعا من الأذن الثانية للإعلام الخياني المؤيد لحماس ، بينما بقي الوصف العبثي لها يطن في آذان أفاعيه وثعالبه وعقاربه ، لأن صوت الدولارات والشيكلات والتومان ( الريال الإيراني ) المحشو بجيوبهم يأمرهم بمواصلة كذبهم وفجورهم . واليوم تقوم حركة حماس بحراسة الحدود الإسرائيلية التي أصبحت بردا وسلاما على المستوطنين ، حيث قدم لها الجيش الإسرائيلي وعلى لسان ميجر جنرال يواف غالانت قائد المنطقة الجنوبية بطاقة حسن سلوك تنقلها من قائمة المتشددين وحقائب مليئة بالأموال لإخراجها من أزمتها المالية بعد أن جفت مصادرها الذاتية والعميلة الرديفة ، عرفانا من إسرائيل لسلوكها الأمني بمنع المقاومة والمقاومين من الإقتراب من الحدود ولاعتقالها المقاومين من الجهاد وغيرهم ، بحيث باتت أخيرا حدودها مع المقاومين الجدد في غزةوجنوب لبنان والجولان أكثر أمنا وهدوءا من غيرها . ( يتبع ) محمود عبد اللطيف قيسي