في مجتمع ما، يكاد يكون ضل إبن أدم لأبنت حواء نادر. وإن وجد، لم يخلي من العلاقات الإستثنائية. كانت مريم تعيش مع والديها في بيت يكفي لأن تعيش فيه عائلتين مكونة من خمسة عشر شخصا. حيث كان من يعيش في هذا البيت قرابة ثمانية أشخاص فقط. تزوج إخوانها الذكور وبقيت مريم مع أمها في ذلك البيت الواسع تقوم على رعايتها. كانت مريم تعد كل يوم يمضي عليها ولم يتقدم لطلب يدها أي رجل. فمنذ بداية دراستها في المرحلة الثانوية وهي تطلب من الله الزوج الصالح. مرت الأيام والشهور والسنين أصبح عمر مريم أربع وثلاثون، تقدم إليها شاب يصغرها في السن. وافقت العذراء الشريفة على ذلك الشاب لتحقيق حلمها بالذرية الصالحة والإستقرار والراحة وإخراج مافي قلبها من حنان لأبنائها ولكي تحقيق رغبتها ورغبة والدتها. سكن هذا الشاب في نفس البيت الذي تربت فيه مريم، وبعد فترة أنجبت منه أول مولود وكانت فرحتها لاتوصف، وفرحت أمها وهي ترى إبن بنتها الوحيدة والحلم الذي كانوا ينتظرونه. بعدما أنجبت طفلها الثاني والثالث، كانت هناك رغبة في تحقيق حلم يراود كل أسرة وكل عائلة وهو منزل العمر، حيث نعلم بأن تحقيق هذا الحلم يحتاج لسنين وجهد ومال فقط لبناء دور واحد فما بالك بمن يرغب في بناء فله؟ كانت تجمع راتبها الذي تصرفه من الضمان الإجتماعي وباعت بعض مصوغاتها وما بقي من ورث والدها وقليل من مدخرات زوجها، أراد الله أن يكمل مشوارهم في الحياة ويحقق رغبتهم في بناء فلة، وحلم الإستقرار. لم تكن تعلم مريم ما يخفيه زوجها حيث أنها لم تلاحظ عليه أي سلوك مختلف أثناء فترة زواجها منه سوى تأخيره في العمل بغرض تحسين مدخوله الشهري. تقول مريم، سمعت من صديقاتي وبعض من أقاربي مشاهدتهم لزوجي في بعض من المجمعات التجارية والمطاعم والأماكن العامة برفقة إمرأة أخرى وبسؤالي له يكذب هذا الكلام بحجة أن البعض يريد الفتنة بينهم. بعد مضي شهر تقريبا تقول مريم شاهدة سيارة واقفة خلف كراج البيت شكلها غريب والأغرب كان وثوق صاحبها بإيقافها بهذا الشكل. لحظات وإذا بزوجها يخرج مع فتاة أخرى وبصدمتها له أبرز في وجهها عقد النكاح مؤرخ قبل ست شهور من تاريخ ذلك اليوم. صدمة، وصاعقة، نزلت على مريم تلك الفتاة التي ضحت من أجل زوجها وأبنائها والنهاية تشاركها أخرى في ذلك البيت الذي حلمت بآن يضمها وزوجها وأبنائها وأصبح الأن يضم ضرتها. ومع هذا كان يرمي عليها سهام مسمومة من الكلام الجارح وكان مثله الدائم لها لا يصلح العطار ما أفسده الدهر هذي قصة حقيقية وواقعية لم تحصل مثل هذه الأمور مع مريم فقط، بل مريم وغيرها ضحية لمثل هذه الأفعال. الزواج حق مشروع لا نختلف فيه وأسبابه إن كانت مقنعة لاخلاف أيضا لذلك. ولكن ليس بمثل هذه الطريقة وليس بمثل هذا الأسلوب. ماذنب مريم وغيرها عندما تفعل المستحيل لإسعاد بيتها تكون هذه نتيجتها؟ ولماذا يكون كبرياء أبن أدم وتغطرسه على أبنت حواء بهذا الشكل؟ أليس مثل هذا الأسلوب ومثل هذه الكلمات تكون عرضة لمريم وغيرها لأمراض القلب والسكر وغيرها لاقدر الله؟ ألم يفكر هذا .الزوج بما سيكون عليه أبنائه من سلوك؟ مازالت مريم صابرة على قضاء الله متصبرة لأجل أبنائها