تأملت أقلام الزمان فوجدت العجب قلم كتب .. وللعقل سلب .. من روائع الحبر المنير سكب .. للعلياء سما .. وللفضيلة حمى .. غايته إرضاء رب الورى .. لا كذب في ثناياه .. ولا تضليل أو تطبيل ... أو جمود أو سير خلف نفس بهوى .. ..... للخير دل .. ولجميل الصورة والمعنى حمل .. ينير الفؤاد .. يضئ العقل .. لا يعتريه زلل ولا خلل .. عذب مفيد .. حرفه لا يمل .. قلم شهد لصاحبه.. فكر هذا وترجم ذاك .. فكان العمل .. لله در أصحاب القمم وأهل المكارم والفضل .. ..... وقلم أسود قد نثر ظلامه في الأرجاء طاش هنا وهناك .. بلاء أينما حل وشقاء.. غيره يصلح ويعالج .. وهو يشعل النيران في صيف وشتاء في حاضرة وصحراء بكل الأنحاء البحث عن الشهرة يسيره .. ويتحرك منطلقا خلف الأضواء .. لصيد رخيص يترقبه أو مكانة يتأملها .. أو لخبر قد وصله فكان التدشين لجريمته والافتراء.. يسل سيفه الزائف المسموم على الأعداء .. غيّب حقائق وعمم حالات .. أنشأ مصائب وتغاضى عن إساءات .. إن أعطي كال المديح .. وإن لم يجد حوّل الثناء إلى هجاء .. ..... إليك يا حامل القلم .. اتق الله فمن أتقاه بإذنه أمن وسلم.. وجهه فيما ينفعك.. وفيما يغرس ويعزز محاسن الأخلاق والقيم.. إياك ونعمة تسقطها في السفاسف والدنايا .. إياك والتوسل بحرف .. ستبلى ويبلى وتبقى آلامه .. ولا يذكر الأنام إلا الروائع والحكم .. ضع النقاط على الحروف وأعلو بالكلم.. لا تقبل العيش في الذل وفي الحفر كن من أهل القمم .. مع أصحاب الأعالي في الهمم لقاء ومصافحة بحب وأمل لا يحمل في طياته الألم " بوح دونته فيما مضى ورغم القدم إلا أن الحاجة إليه