ربما يتطرق الفكر أحيانا إلى بعض المغالطات الموجودة في كافة الطبقات أياً كانت درجتها في تجارة الكلام وفي هذا الوقت أصبح للكاتب الصحفي رأياً مهما في كل المجالات العلمية والسياسية والأدبية وحتى الأمنية وما أكثرهم في الرياضية , ومع كثرة الأمواج الصحفية والسفن العمودية في كل الصحف تجد أنواع المسافرين على متن هذه الرحلات المنطلقة من الكيبورد الشخصي أو القلم الجميل إلى شاطئ القارئ والمتلقى فالشاطئ بطبعه يقبل كل البضائع ولا يرد شيئاً من التجار ولكن أغلب القابضين لتلك البضائع يتميزون بشئ محدد.فمنهم من يتميز بالكلام عن الحريات الشخصية ومنهم من يتميز بالكلام عن المدح والتطبيل ومنهم من يرى أن المرأة أو بالأصح ( الأنثى ) هي غايتهم في الكلام وهدفهم وكأنها المسجونة بقضية التمثيل المذموم والمحكوم عليها بالشنق عدة مرات للتأكد من أن الضحية ذهبت إلى عالم الأرواح.وهم أنفسهم أي تجار الكلام حرَموا على أنفسهم بعض المصطلحات المهمة وجعلوها من الكبائر بل أكبرها وعند لفظ هذه الكلمات يجب عليك أن تعتذر للمشاهدين وتستلطف المتابعين لئلأ تذهب بضاعتك سدى وتخرج من صحيفتك الموقرة بسبب (عدم الحيادية ) أو (جرح المشاعر)غريب هذا الأمر ... يقول أحدهم للآخر عند وصيته له بأن يكون سطحياً في كل الأمور ولا مانع من الغوص أحياناً في مواضيع المدح والتطبيل ولكن بدون ذكر أسماء.ويقول آخر تكلم عن حرية المرأة فهي مظلومة جداً وصور الظلم كثيرة عندنا فهي لا تقودة السيارة وتلبس العباءة وترعى الأغنام في البادية .. ويقول رئيس التحرير ياعزيزي الكريم .. نحن ننتظر مقالاتك يومياً وسنجعل عمودك في الصفحة الاخيرة ولكن تذكر أننا لا نستقبل مقالاتك بعد الساعة الثانية ليلاً وعليك أن تختار العنوان في وادي والمقال برأس الجبل إياك والمواضيع الحساسة لا مانع من الكلام عن ظلم المرأة ولكن إياك من الكلام عن سبل رفع الظلم عنها. تكلم عن منع عمل المرأة في الأسواق ولكن حذاري أن تتكلم عن سبب هذا المنع.وأخيراً لا تنس أن تجدد لنا صورتك الشخصية كلما سمحت الفرصة لكي لا يمل القارئ .وفي ختام حديثي وعند خروجي من تلك المؤسسة أضعت الباب وضحك كل من هم حول الطاولة وعندها قرروا أنني أصلح للعمل لديهم .ومن المفارقات المضحكة أن أحد المتقدمين لوظيفة ( كاتب صحفي ) على بند الأجور خرج من أول المقابلة الشخصية بسبب أنه لا يوجد لدى منظمي الإختبار حرية شخصية.ومتقدم آخر رفض توقيع العقد مع المؤسسة بسبب عدم الحيادية وأنه لا يرضي لنفسه هذا الذل.وآخر المتقدمين وافق على العرض وطلب منهم كاميرا إحترافية ومسجل صوت وسيترك الكتابة الصحفية بحجة أنه لا يملك مؤهل جامعي ويتحول إلى نائب رئيس التحرير.فوافقوا على كل المتقدمين وبكل حرف مدح ستنال نقطة وبكل كلمة هجاء تحصل على مائة نقطة وبكل جملة فيها ( تلاحم - إختلاط - تحرير ) ستحصل على لقاء تلفزيوني وقلم هدية وصورة إحترافية.