لا زلت أتذكر هذه المقولة التي كان يستشهد بها أستاذي (رحمه الله ) عبدالعزيز بشير ، وهي تسجل عامها الثامن عشر في مخيلتي . وهاهي الآن تترائى أمامي ... وجعلتها عنوان مقالتي . لقد كان أستاذنا يرددها غالبا مستخدما أسلوبه التربوي في الاشارة إلى الأخطاء التي يرتكبها تلاميذه لردعهم عن السلوكيات الخاطئة . لم يكن يقولها إلا لمن كان معهودا عنه الأدب وحسن الانظباط داخل الفصل ، وحينما يخرج أحد التلاميذ عن السلوك المألوف عند استاذنا ، يباشره الأستاذ بهذه المقوله " حتى أنت .....يا بروتوس " !!! . لم نكن نعرف مناسبتها التي قيلت فيها ، وفي أحد الأيام انتابني فضول زائد بأن أسأل الأستاذ عن مناسبتها والهدف الذي كان يرمي إليه من وراء قولها . وكانت حصة أدب في ذلك اليوم فأخذناها درسا كاملا في حصة واحدة ، ومن ذلك الحين وهذه القصة تحفر في مخيلتي . حيث ذكر لنا بأن أحد ملوك روما ويدعى ب " يوليوس قيصر" كان قد استأثر أحد حراسه ووثق به فقرَّبه من مجلسه وأصبح حاجبه الشخصي يدخل عليه وقت ما يشاء ، ولم يكن يعلم أبداً بأن هذا الحاجب سينقلب عليه في يوم من الأيام ... فقد تواطأ مع مجموعة من الذين كانوا يضمرون الحقد للملك ، واتفق وإياهم أن ينقبلوا ضد الملك ، فتيحنوا الفرصة التي يجتمع فيها الملك بالشعب فيسدد كلاً منهم طعنة من الخلف للملك وبالفعل تسنى لهم ذلك فأجعوا على أن تكون ضربة رجل واحد حيث غمسوا خناجرهم في ظهر هذا الملك وأولهم حاجبه بروتوس !!! . فالتفت الملك فرأى حاجبه معهم وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة قال كلمته المشهوره : حتى أنت.... يابروتوس ...إذاً فلتسقط روما . هكذا كان يقول معلمنا هذه المقوله ... وهكذا نرددها نحن في من نحسن الظن بهم ، ولكنهم ليسوا أهلاً له ...!!.