يصر غلام على اصطحاب زوجته العجوز يوميا إلى المسجد الحرام لأداء الصلوات رغم النصائح التي تدعو إلى الاكتفاء بأداء صلاة واحدة في الحرم إلا أنه لم يعر تلك النصائح والتوجيهات أي اهتمام خصوصا أن الحرم يبعد أربعة كيلو مترات عن مقر سكنه. يرى غلام أن الصلاة في المسجد الحرام لا تعادلها الصلاة في مساجد مكةالمكرمة وأن قدومه لأداء فريضة الحج وهو على أبواب الثمانين من عمره بمثابة رحلة العمر ولن يستجيب لأي دعوة للصلاة خارج المسجد الحرام حتى ولو أخبروه بأن الصلاة تضاعف في مساجد مكة تماما كما في الحرم. حجة أخرى يضيفها غلام لمجموعة حججه في وجه من طالبه بالاكتفاء بصلاة واحدة في الحرم وترك المجال للآخرين هو بعض المعتقدات عند بعض الحجاج بأنه لا تصح حجته إلا بأداء كافة الصلوات في المسجد الحرام. حالة غلام تشبه حالات عديدة من الحجيج الذين يرفضون أن ينصاعوا لتوجيهات رؤساء البثعات والمطوفين بالاكتفاء بالصلاة في المساجد القريبة من مساكن الحجاج فالبعض يرى أن الصلاة في المسجد الحرام هي المضاعفة فقط جهلا منه بمعنى الحرم وحدوده، أما الفريق الآخر فيعرف ذلك لكنه يتجاهل ما يعرفه طمعا في الصلاة والطواف والمكوث في الحرم، أما القسم الآخر فينطلق استجابة لبعض المعتقدات التي تعلمها وعرفها في بلاده بأن على الحاج الصلاة في المسجد الحرام في كل الصلوات ولو كان في ذلك إرهاق لنفسه وتحميلها ما لا تطيق.