ناشد أكثر من ثمانية آلاف خريجة من معاهد المعلمات لم يشملهن قرار التعيين على الكادر التعليمي أو الوظيفي منذ أكثر من 14 عاما وحتى اليوم، المسؤولين في وزارة التربية والتعليم وعلى رأسهم الوزير سمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود العمل على إنهاء معاناتهن من خلال تنفيذ أمر خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله الذي اصدره العام الماضي باستحداث 12600 وظيفة إدارية بالوزارة وتخصيصها لتعيين خريجات معاهد المعلمات عليها. وتساءل عدد من الخريجات عبر (المدينة) عن السر وراء التأخر في تنفيذ هذا الأمر الذي جاء من أجل إنهاء معاناتهن فورا وليس على مدى سنوات كما تفعل الوزارة حاليا !!. وأضفن: السنوات تمضي ونحن ننتظر يوما تلو الآخر قرار تعييننا ولكن دون جدوى !! حتى ان الكثير منّا قد شارفت أعمارهن على الخمسين وهن لازلن يتمسكن بأمل طال انتظاره، رغم الكثير من الاضرار المادية والمعنوية والاسرية التي طالتهن جراء هذا التأخير. رضخت للأمر الواقع تقول (أم ماجد): قضيت من عمري سبع سنوات بعد التخرج وانا أعمل معلمة (صباحي) بعقد مؤقت براتب لا يتجاوز 1500 ريال، وفي قرية تبعد عن مكان إقامتي بأكثر من 50 كيلو مترا، رضخت للأمر الواقع نسبة لظروفي المادية والاسرية، ورغبة في الحصول على شهادة خبرة ربما تفيدني في المستقبل قبلت بالاستمرار فيها، ومرت السنون إلى ان اكملت سبع سنوات وفجأة تم إلغاء عقدي دون مبرر!، رغم تفوّقي في عملي وحصولي على شهادات شكر وتقدير من ادارتي، والآن ولسنتين أعيش بدون عمل!!، ووفقا لتقسيم الوزارة في تنفيذ أمر المليك فقد لا يشملني التعيين الاّ بعد سنتين وعندها أكون قد وصلت إلى محطة الخمسين من العمر!. وتروي الخريجة رحلة شقا (مؤسِسة صفحة خريجات المعاهد على الفيس بوك) معاناتها قائلة : على مدار عشر سنوات وأنا أتنقل في معاملات بين وزارتي التربية والتعليم، والخدمة المدنية، ولا جديد يذكر، حتى وظيفة بعقد مؤقت لم أحصل عليها، وبعد كل ذلك تريد الوزارة مني ومن زميلاتي أن ننتظر سنتين أخريين .. لماذا ؟ .. وكيف بعد كل هذا الانتظار أعيّن موظفة إدارية بحجة أنني لست مؤهلة للتدريس، فيما يتم تحويل معلمات تعليم كبيرات إلى معلمات (صباحي) تعليم مطور جديد ويقمن بالتدريس ؟ .. من الأحق بهذا أليس نحن نحن نناشد سمو وزير التربية والتعليم تعيين ما تبقى من خريجات معاهد المعلمات معلمات أو إداريات بمستوى وظيفي مستحق مساوٍ لزميلاتنا اللاتي تم تعيينهن منذ تخرّجنا، وفي وقت قريب أسوة بزميلاتهن اللاتي تم تعيينهن ولا نريد انتظار سنتين قادمتين ، فأعمارنا شارفت على الخمسين عاماً ، لكي يعم الفرح الجميع ويكفي ما مضى من سنوات كلها انتظار وحرقة . امتياز بدون جدوى وتروي أم تركي معاناتها قائلة : تم التعاقد معي لست سنوات، وقبل سنة انتهى عقدي كمعلمة (صباحي) في قرية بعيدة كل البعد عن مدينة الرياض وليس لدي عائل، فوالدي توفي منذ سنوات قبل أن أحقق له حلم مشاهدة ابنته معلمة .. وتتساءل :"من سيقوم بإعالتي إلى أن يتم تعييننا ؟ .. ومن يطفئ حرقة الانتظار وأنا متخرجة بتقدير امتياز واحمل خبراتي بدون جدوى ؟!! وتقول ملاك الحربي: عملت خمس سنوات بعقد (صباحي) في قرية تبعد عن سكني 150 كيلومترا براتب لا يتجاوز 1500ريال ولا يتبقى لي منه سوى 100ريال لأنه يذهب في أجرة المواصلات و شراء مستلزمات مدرسية وتعليمية تطالبنا بها المدرسة، وبعد كل هذا التعب يُلغى عقدي قبل ثلاث سنوات ولا يشملني التعيين ولا التثبيت!!!. وتشير أم مالك إلى أنها إحدى خريجات الدفعات القديمة من معاهد المعلمات ولم يشملها التعيين، وتتساءل: "ماذا بقي لي بعد انتظار دام 14 سنة ؟ .. هل سوف أحتمل الانتظار لسنتين قادمتين وغيري يعيّن ويثبّت وأنا بخبراتي انتظر ؟ .. أتمنّى أن نجد من وزارة التربية والتعليم انصافا واهتماما لتسريع حل معاناتنا. المسؤول غير موجود حاليا وتروي هند الحربي معاناتها في البحث عن حل لهذه المشكلة من خلال مخاطباتها المتكررة للمسؤولين في الوزارة والتي يتم اغفالها وتجاهلها - على حد تعبيرها - وعند السؤال عنها يتم الرد عليها بعدم وجود المسؤول حاليا وسيتم الرد عند اطلاعه عليها وتمر الايام والاشهر دون جدوى!!. وتؤكد أم ياسر: "الاحتياج في المنطقة التي أقيم بها كبير جدا للمعلمات والإداريات والمدارس بحاجة متزايدة ونحن ننتظر وظروفنا المادية صعبة. ----------------------------------------------------------- “التربية”: الأمر ليس بيدنا أكد مصدر بوزارة التربية والتعليم ل «المدينة» أن الوزارة بحاجة كبيرة الى توظيف اداريات بالمدارس لتغطية النقص في بعضها، لكنه أشار الى أن أمر الاسراع بتوظيف خريجات معاهد المعلمات كاداريات في المدارس ليس بيد الوزارة ولا من اختصاصها بل من اختصاص وزارة أخرى، لافتا الى انه تم حصر جميع أسماء الخريجات وتم الرفع بها الى الوزارة المعنية بالتوظيف ولازلنا في الانتظار. ----------------------------------------------------------- “المدنية”: التوظيف على ثلاث دفعات قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخدمة المدنية عبدالعزيز الخنين : إن خريجات معاهد المعلمات صدر في شأن توظيفهن على وظائف ادارية بوزارة التربية والتعليم توجيه ملكيّ كريم باستحداث 12600 وظيفة ادارية مخصصة لهن على ان يكون التوظيف على ثلاث مراحل خلال ثلاث سنوات، وبناء على ذلك تم تقسيم الخريجات المتقدمات بطلب التوظيف الى ثلاث دفعات، وفي بداية العام الحالي تم توظيف الدفعة الاولى التي شملت 4200 خريجة من اجمالي الخريجات البالغ عددهن 12600 خريجة، وفي ميزانية العام المقبل سيتم توظيف الدفعة الثانية، ثم تليها الدفعة الثالثة والأخيرة في العام التالي له وفق جدولة معيّنة لأسماء الخريجات.