صحيفة العيص الإلكترونية-جدة تشهد سماء المملكة حالياً حدثاً فلكياً مهماً، حيث رُصدفي 14 أبريل حدوث انفجار "سوبرنوفا" في النظام النجمي الثنائي (تاء البوصلة)، وفقاً لما ذكرته الجمعية الفلكية في جدة، التي قالت: إن انفجار هذاالنجم من الانفجارات الدورية المتكررة، حيث كان آخر انفجار رصد لهذا النجم كان منذ45 سنة. وأضافت: حالياً لا يمكن رصده بالعين المجردة؛ لأن لمعانه الظاهري لايسمح للراصد بمشاهدته بصرياً، وهو ظاهر عقب غروب الشمس في الأفق الجنوبي من سماء المملكة، حيث يكون النجم مرتفعاً بشكل كاف، ما يمكن المهتمين من رصده. ورجحت الجمعية أن يزداد لمعان هذا النجم مع مرور الأيام القليلة المقبلة إلى منتصف شهر جمادى الآخرة 1432 ه. ويقع هذا النظام الثنائي النجمي في كوكبة "البوصلة"، وهي كوكبة نجمية خافتة تتكون من ثلاثة نجوم تنتظم في خط مستقيم واحد. و "تاء البوصلة" عبارة عن نظام نجمي ثنائي، بمعنى أنه يتكون من نجمين يتحركان حول بعضها البعض، وأحد هذين النجمين يشبه الشمس والآخر عبارة عن نجم قزم أبيض، وبسبب قوة الجاذبية العالية للقزم الأبيض يسحب المادة من النجم المرافق له، ما يتسبب مع مرور الوقت في حدوث انفجار في "القزم الأبيض". وأوضحت الجمعية الفلكية في جدة أن "تاء البوصلة" يرشح أن ينفجر كلياً في صورة انفجار (سوبر نوفا) خلال العشرة ملايين سنه المقبلة -بإذن الله تعالى- ولو له انفجار في وقت قريب، فإنه لن يتسبب في أي خطر على الكرةالأرضية؛ لأنه يبعد عنا مسافة 3 آلاف سنة ضوئية، ويمكن البحث عن النجم باستخدام المنظار الثنائي العينية، وذلك باستخدام نجم الشعرى اليمانية وهو ألمع النجوم، حيث تقع كوكبة البوصلة إلى أقصى يسار نجم الشعرى اليمانية، ونظراً لخفوته قد لا يتم رصده، ولكن مع الأيام ستتحسن ظروف الرؤية من خلال المنظار، لكن المشاهدة تكون أفضل من خلال التلسكوب. وقال رئيس الجمعية ماجد أبو زاهرة: إن هناك عدة أنواع من انفجارات السوبرنوفا، فهناك نوع يحدث عندما تنفجر النجوم الصغيرة المعروفة بالأقزام البيضاء، حيث يجذب النجم الكثير من المادة من أحد النجوم القريبة منه، ومع استمرار هذه العملية فإن "القزم الأبيض" يصبح في غاية السخونة، ما يتسبب بعد ذلك في انفجاره. وأضاف: أما انفجارات السوبرنوفا الأخرى فتحدث في النجوم الضخمة التي هي أكبر من شمسنا عندما ينتهي وقودها النووي في مركزها وتصبح عاجزة عن إصدار مزيد من الطاقة، حيث يحدث أن تنهار النواة ما يتسبب في دمار النجم. وانفجارات (السوبر نوفا) في غاية الأهمية؛ لأنه عند حدوثها تنتشر مادة النجم خلال المجرة، وتقريباً فإن كل شيء على الأرض يتكون من عناصر كالكربون والحديد التي جاءت من غبار النجوم.