وجدت عائلات سعودية في المنطقة الشرقية، حلاً للتغلب على مشكلة قلة العاملات المنزليات، التي بدأت تتفاقم على مستوى مناطق المملكة، بسبب ندرة الاستقدام، عبر التناوب في تشغيل هؤلاء العاملات بين المنازل، بالساعات، وبخاصة مع قرب حلول شهر رمضان المبارك، الذي تتضاعف فيه الأعمال المنزلية. وفيما يرى أصحاب هذا الحل أنه «نوع من التكاتف»، يخشى نشطاء ومهتمون في حقوق الإنسان، أن يؤدي تطبيقه إلى تحميل العاملة ساعات عمل إضافية، من دون أجر إضافي، وربما من دون رغبتها في هذا العمل. ولم تجد عائلة منيرة فوزي، مخرجاً للأزمة، ففضلت أن تأخذ العاملة المنزلية التي تعمل في بيت العائلة الكبير، لساعات محدودة في شهر رمضان، بحسب الاتفاق. وتذكر منيرة «اضطررتُ لأخذ العاملة التي تعمل في منزل والدي، لساعات محددة خلال هذه الفترة. إلا أنني اتفقت معهم فيما يتعلق في شهر رمضان. لأنني سأواجه مشكلة عويصة من دون وجود عاملة في منزلي». ولأن قضية العاملات المنزليات، أصحبت الشغل الشاغل للأسرة السعودية حالياً، بدأ مركز «عطاء الخير» التابع لجمعية «فتاة الخليج» في محافظة الخبر، بالاستعداد للموسم الرمضاني، عبر تلقي طلبات العائلات لتوفير فتيات للرعاية المنزلية الخاصة، لخدمة كبار السن، والمواليد، وذوي الاحتياجات الخاصة. ويكون العمل بنظام الساعات، إذ لا تعمل الفتاة لأكثر من ثماني ساعات يومياً. وتحدثت فتاة سعودية، ل، عن قبولها عرضاً من عائلة سعودية، لتعمل لديها خلال شهر رمضان، بعد أن غادرت العاملة المنزلية الآسيوية التي كانت تعمل مع الأسرة، إلى بلدها، لانتهاء فترة عقدها. وتقول الفتاة: «سأعمل من بعد الإفطار، حتى الواحدة ليلاً، ضمن ترتيب معين»، مضيفة أن «العمل ليس عيباً. وأنا أثق في هذه العائلة، خصوصاً أن والدتي تعرف الأم جيداً. ولا يوجد شباب ذكور في العائلة، إلا رب الأسرة، والباقي أطفال». وفي ظل قلة العاملات المنزليات، مع صعوبات الاستقدام، وكان آخر فصوله وقف منح التأشيرات من إندونيسيا والفيليبين، إذ تشكل الأولى السوق الأولى لتصدير العمالة المنزلية إلى السعودية، بدأت فتيات سعوديات في دخول هذه المهنة. إلا أن أجورهن «المرتفعة» قد تشكل «عائقاً». وبدأت مكاتب استقدام في توفير أيد عاملة سعودية، بحسب قول مسؤول في مكتب استقدام علي عمران، الذي أوضح ، ان «أزمة الاستقدام باتت تشكل أرقاً حقيقياً لجميع الأطراف، سواءً الأسواق المصدرة للعمالة، أو أصحاب المنازل، وحتى مكاتب الاستقدام». ويقول عمران: «حظر استقدام العمالة المنزلية من إندونيسيا والفيليبين، وقبلها صعوبات الاستقدام من هاتين الدولتين، أنعش سوق تأجير العاملات، بنظام الساعات. كما تتقدم لنا فتيات سعوديات للعمل في المنازل. وربما تساهم هذه الخطوة في تخفيف أزمة العمالة المنزلية. إلا أن اشتراطات السعوديات متعددة، ومنها عدم المبيت في المنزل الذي ستعمل فيه، والعمل بحسب الساعات، إذ يشترط بعضهن الانتهاء من العمل قبيل غروب الشمس، وكذلك ارتفاع الأجر الذي يطلبنه. وهذه الأمور لا تتناسب مع الموسم الرمضاني على الإطلاق، إذ يبدأ العمل فعلياً بعد الإفطار، وبعد وجبة السحور»، مُستدركاً ان «بعض السعوديات لم يبدين اعتراضاً على ذلك».