استعادت مسنة سعودية تجاوزت 120 عاما من عمرها بصرها الذي فقدته لسنوات طويلة بعد إخضاعها لعملية جراحية في كلتا عينيها بمستشفى القوات المسلحة في جازان الأسبوع الماضي. وبدأت المسنة تمارس حياتها الطبيعية بشكل معتاد بين أبنائها وأسرتها في مسكنهم بإحدى القرى النائية شمال محافظة العارضة بمنطقة جازان. وكان أهم حدث أسعدها باسترجاع بصرها هو تمكنها من رؤية أحفادها الذين لم ترهم في سنواتها الماضية عندما كانت فاقدة للبصر وفرحت كثيرا برؤيتهم وهي تشاهدهم لأول مرة أمامها بعد أن كانت تسمع أصواتهم في زياراتهم لها فقط. وذرفت دموعها فرحا وابتهاجا بهذه المناسبة التاريخية وحمدت الله الذي منّ عليها برحمته ووهبها الشفاء وأعاد لها نعمة النظر رغم أنها كانت فاقدة الأمل في أن يعود إليها وقد تجاوزت 120 عاما من عمرها، وأصبحت تعتمد في مهامها وحياتها اليومية على أبنائها وأقاربها وبقاء بعضهم معها في منزلها الصغير لمعاونتها في قضاء حاجاتها ومتابعة حالتها الصحية كونها كبيرة في السن وتحتاج إلى رعاية واهتمام نظرا لوضعها الصحي، خاصة أن نمط الحياة في مجتمعها الصغير وقريتها النائية يختلف كلياً عن حياة المجتمعات المدنية. وقال ابنها جمعان بن مفرح الحريصي: إن والدته عاشت مقعدة لسنوات بسبب فقدها بصرها وبدأت رحلة البحث عن العلاج المناسب في عدد من المستشفيات الحكومية لكن دون جدوى، وقد رفض مجموعة من الأطباء إجراء أية عملية جراحية لها في عينيها وتعذروا بحجة أن العمليات لا تتناسب مع الأعمار الكبيرة لاحتمالية حصول مضاعفات صحية سيئة. وأضاف: إننا لم نيأس وبقينا نعرض حالة الوالدة من مستشفى إلى آخر إلى أن توصلنا إلى أحد الأطباء المتخصصين في طب العيون بمستشفى القوات المسلحة الذي بدوره استقبل الحالة وتم تشخيصها وقام بإجراء العملية بكل يسر وسهولة واستعادت بصرها وأصبحت الآن تمارس حياتها الطبيعية في قريتها برعي أغنامها وقضاء مستلزماتها وتنقلاتها وحدها دون مرافقة أحد لها بل تقوم بزيارات لمعارفها وأقربائها. وكانت المفاجأة بالنسبة لها هي مشاهدتها لأحفادها بعد أن كانت تسمع أصواتهم فقط متمنية وقتها أن تراهم ولو لمرة واحدة. ومن جهته أكد استشاري طب العيون بمستشفى القوات المسلحة في منطقة جازان المقدم الدكتور محمد الجريبي أن هذه الحالة ليست من الحالات المستعصية طبيا ولكن عدم توفر أجهزة حديثة ومتطورة ساعد على انتشارها بكثرة بين كبار السن وأقعدت من يعاني منها. ومن هذا المنطلق حرص مستشفى القوات المسلحة على جلب مثل هذه الأجهزة المتطورة التي ساعدت بالفعل في إجراء العمليات الجراحية دون حدوث مضاعفات تذكر. وأشار الدكتور الجريبي إلى أن المريضة رغم كبر سنها الذي تجاوز 120 عاما خضعت لفحوصات طبية كاملة وتشخيص حالتها وتبين وجوب إجراء عملية جراحية لها في عينيها الاثنتين، وتمت إزالة الماء الأبيض منهما وتركيب عدسات بديلة ثابتة ونجحت العملية بنسبة 100% وبقيت في المستشفى تحت الملاحظة الطبية وخرجت في نفس اليوم وهي بصحة جيدة وأصبحت ترى كل شيء أمامها، مبينا أن مثل هذه الحالات تتفاوت من شخص لآخر في نسبة حدوثها وتأثيرها، وعادة ما يعاني منها كبار السن وهناك من يقوم بمتابعات طبية ومراجعة المستشفيات وأخذ العلاج المناسب مبكرا للتخلص من المضاعفات وفقد النظر مستقبلا.