يقول محللون بارزون إن المؤشر السعودي سيظل مرهونا بأداء الاسواق العالمية الأسبوع المقبل وربما يتعرض لضغوط في حال تراجع الأسواق العالمية أو يظل التداول منحسرا في نطاق تذبذب ضيق في حال استقرارها.ويرى المحللون أن المؤشر سيظل على هذا المنوال حتى نهاية الشهر الحالي في ظل اتجاه المستثمرين الذي يتسم بالانتظار والترقب قبل نهاية الربع الثاني بنهاية يونيو وظهور النتائج الفصلية للشركات في يوليو . وأنهي المؤشر السعودي تعاملات أمس الاربعاء عند مستوى 7ر6540 نقطة مسجلا أدنى مستوى اغلاق خلال سبعة أسابيع. وانخفض المؤشر 201 نقطة أو نحو ثلاثة بالمئة هذا الاسبوع فيما تراجع 80 نقطة أو 2ر1 بالمئة منذ بداية العام. وحول تعاملات الاسبوع المنصرم قال هشام تفاحة رئيس بحوث الاستثمار والتحليل المالي بمجموعة بخيت الاستثمارية ان تطورات الاقتصاد العالمي ألقت بظلالها على السوق السعودية بصورة مباشرة ويرجع السبب في الاساس الى تراجع أسعار النفط. وأضاف تفاحة انه يتوقع في ضوء تراجع هذا الاسبوع وتراجع أسعار أسهم البتروكيماويات والبنوك أن يجد المستثمرون في الشركات مستويات مكرر ربحية جذابة جدا. وتابع "سهم سابك على سبيل المثال يجري تداوله عند مكرر ربحية 11 أو 12 مرة وهو أمر جذاب للغاية اذ في المعتاد يجري تداوله عند مكررات ربحية تتراوح بين 16 أو 18 الى 20 مرة." وقال تفاحة "مع اقتراب نهاية الربع الثاني وتركز الانظار على النتائج يفضل المستثمرون الانتظار ولهذا من المتوقع أن يظل السوق في اتجاه عرضي. المؤشر حاليا عند مستوى 6500 نقطة ومن المتوقع أن يستقر أو يسجل ارتفاعا طفيفا." من جانبه قال يوسف قسنطيني المحلل المالي والاستراتيجي ان الدعم الاول المباشر لسوق الاسهم السعودية هو 6515 نقطة وهو المستوى "الذي نأمل أن يصمد فوقة المؤشر." وأضاف "مع انتهاء تداول سوق الاسهم لهذا الاسبوع يبقى ثلاثة أيام لتداول الاسواق الاوروبية والامريكية وخوفا مما تحمله في طياتها هذة الاسواق خلال الايام الثلاثة القادمة باشر المتعاملون تخفيف مراكزهم في اخر يوم تداول مما أدى الى انخفاض المؤشر 1ر1في المئة -أمس الاربعاء-." ويرى تفاحة أن الصورة خلال الاسبوع المقبل ستكون أفضل من التذبذبات والتوترات التي شهدها المؤشر على مدى الاسابيع الثلاثة الماضية وما يبرهن على ذلك هو عدم تراجع الاسواق العالمية أو تسجيلها لتراجعات محدودة مقارنة بالمخاوف كما حدث في الاسواق الاوروبية. وقال "يجري التداول بانخفاض نصف أو واحد بالمئة -للمؤشر السعودي- ومع انحسار المخاوف سنشهد اتجاها صعوديا." فيما يتوقع قسنطيني أن تتعرض سوق الاسهم السعودية لضغوط خلال الاسبوع المقبل في ظل عدد من العوامل التي تشهدها الاسواق العالمية. وقال "هناك العديد من المؤثرات الخارجية التي تثير الشك في استمرارية التعافي الاقتصادي العالمي أولا صدور بيانات اقتصادية أمريكية سلبية تتعلق بالوظائف وقطاعات الصناعات التحويلية وثانيا تراجع مبيعات الشركات الكبرى كشركة تويوتا هوندا وثالثا أن الولاياتالمتحدة تواجه احتمال تخفيض تصنيفها المميز AAA اذا فشل الكونجرس في زيادة الحد الاقصي لديونها." ويحجم الكونجرس الامريكي عن زيادة سقف قانوني للانفاق الحكومي بينما يتجادل المشرعون بشأن سبل كبح عجز من المتوقع أن يصل الى 4ر1 تريليون دولار في السنة المالية الحالية. وتقول وزارة الخزانة الامريكية انها ستستنفد نطاق الاقتراض المسموح به بحلول الثاني من أغسطس اب. وتحذر ادارة أوباما من أن عجز الولاياتالمتحدة عن سداد مدفوعات الفائدة قد يسفر عن تداعيات "كارثية" قد تدفع الاقتصاد الذي مازال هشا الى الركود من جديد. وأضاف قسنطيني أن هناك عوامل أخرى من بينها احتمال اعلان المركز الامريكي عن برنامج ثالث للتيسير الكمي يصاحبه سياسة خفض الانفاق الى جانب ما يدور خارج الاسواق الامريكية ولاسيما في الاسواق الاسيوية في ظل الازمة السياسية والمالية التي تلوح في أفق اليابان بعد كارثة تسونامي وازمة الديون والتراجع الحاد لبورصة شنغهاي نتيجة القلق من تشديد جديد للسياسة النقدية. بينما يرى تفاحة أن الامرين سيكونان ايجابيان على سوق الاسهم السعودية اذ أنه في حال رفع الولاياتالمتحدة لسعر الفائدة سيخرج الاقتصاد من عنق الزجاجة الامر الذي سينعكس ايجابيا على الاسواق أما في حال عدم رفع سعر الفائدة سيكون الحل هو ضخ سيولة مالية مما سيؤدي الى انتعاش الاسواق. وأقر رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي -البنك المركزي الامريكي- بن برنانكي في تصريحاته الاخيرة بأن الاقتصاد الامريكي تباطأ لكنه لم يشر الى أن البنك المركزي يدرس تحفيزات جديدة لتسريع النمو.