يعتبر جبل زهوان الواقع في محافظة الريث من أهم المناطق السياحية في منطقة جازان، حيث يتميز بأجوائه العليلة وطبيعته الساحرة والأثرية التي جعلت منه مقصدا للسياح والزوار طوال العام. ويوجد بجبل زهوان ثاني مركز للإمارة بالمنطقة منذ عام 1375ه، ورغم كل هذه المزايا والأهمية إلا أن الجبل يفتقر للكثير من الخدمات الضرورية وبحاجة للمزيد من الاهتمام بالتطوير والتعمير مع العناية بالغطاء النباتي وحماية الغابات والمنتزهات. «عكاظ» قامت بجولة على جبل زهوان ووقفت مع سكانه على أبرز قضاياهم واحتياجاتهم، إذ حصر كل من جبار هادي النجادي وعلي مداوي النجادي ومحمد النجادي هذه الاحتياجات في ضرورة تنفيذ مشروع الطريق والمياه والهاتف والمدارس والخدمات الصحية، وأبدوا استغرابهم من التأخر الذي لازم الطريق لأكثر من ستة أعوام مما يثير الشكوك، مشيرين إلى أن وزير النقل السابق ناصر السلوم وضع حجر الأساس له في العام 1426ه وهو عبارة عن 15 كيلو مترا، ولم ينجز منه حتى الآن سوى أربعة كيلوات فقط. وطالبوا المسؤولين التنفيذيين للطريق التعجيل في تنفيذ المشروع، مؤكدين على أن الشركة المنفذة لم تواجهها أي عقبات من مبان أو ممتلكات للمواطنيين تعرقل عملية التنفيذ ليتأخر كل هذا الوقت. واتهموا الشركة بالتقاعس والإهمال في أداء مهامها، بالإضافة إلى تحطيمها أعمدة كهرباء خلال مباشرتها العمل. إلا أن المسؤول عن مشروع جبل زهوان المهندس مراد ينفي هذه الاتهامات، ويؤكد أن الطبيعة الجبلية الصخرية وقفت عائقا طبيعيا أمام تنفيذ المشروع الذي تم إنجاز الكثير منه وأنه على وشك الانتهاء، وكذلك وجود مقابر وتضاريس صعبة، مشيرا إلى أنه قدم تقارير مدعومة بالصور للجهات المسؤولة. من جهته، أكد رئيس بلدية الريث المهندس أحمد عبدالخالق الحفظي أن البلدية تقوم بنظافة الجبل من النفايات، مشيرا إلى أن الطريق أصبح عائقا لكثير من المشاريع التنموية التي سوف يتم تنفيذها في جبل زهوان، داعما رأي السكان حين وجه اللوم للشركة المنفذة للمشروع لتأخيرها في التنفيذ، قائلا لدينا مشاريع كثيرة من حدائق ومجسمات وغيرها سوف يتم تنفيذها في الجبل، ولا بد من تدخل الجهات المعنية لحل المشكلة حتى يتسنى للبلدية القيام بمشاريع ضرورية لسكان. معاناة التعليم والمعلمين وفي شأن التعليم بالجبل، أشار عمدة محافظة الريث إبراهيم علي النجادي و شعبان وجعان النجادي إلى المعاناة من إكمال أبنائهم وبناتهم لمسيرة تعليمهم الأساسية، إذ لا تتوفر بالجبل غير مدرستين فقط إحداهما ابتدائية للبنات والأخرى متوسطة للبنين، مما يضطر الكثير من أولياء الأمور من الميسورين الانتقال للمحافظة بحثا عن فرص لإكمال أبنائهم وبناتهم مراحلهم الدراسية. وأشارا إلى أنه سبق أن طالبا باستثناء الجبل من النصاب العددي وفتح مدارس ثانوية ومتوسطة مراعاة لوعورة الطريق وصعوبة الانتقال لأماكن أخرى إلا أنه لم يصل من وزارة التربية والتعليم ما يفيد بالاستجابة لهذا المطلب. كما يعاني المعلمون والمعلمات من عدم توفر السكن والإقامة في جبل زهوان مما يضطرهم بالانتقال يوميا ذهابا وإيابا في خطر مستمر مع الطريق في رحلة قد تستغرق أربع ساعات، يصفونها برحلة الموت. المعلمون أحمد خليل ومحمد سالم وسالم صهلولي أشاروا إلى أنهم يعانون يوميا من مخاطر الانتقال إلى الجبل والسفر لمسافات بعيدة مثل الدرب وصبيا، وتحملهم دفع نحو 400 ريال شهريا لأصحاب سيارات النقل، مشيرين إلى وفاة بعض زملائهم من الرحلة اليومية مما أثر على نفسياتهم ومعنوياتهم ومن ثم انعكاس ذلك سلبيا على مستوى الطلاب. حلم الإسكان التنموي معظم سكان جبل زهوان من محدودي الدخل ويعانون من الفقر ويسكنون الكهوف، ويتطلعون إلى تغيير نمط حياتهم من خلال تحقيق حلمهم بامتلاك منزل من خلال الإسكان الخيري التنموي. ويأمل المواطن مفرح مداوي النجادي أن يلتفت المسؤولين عن الإسكان التنموي إلى معاناتهم المستمرة لعدة عقود ومساعدتهم في بناء مساكن وتحقيق حلم طال انتظاره. ومن خلال الجولة وقفنا على مشكلة مياه الشرب في جبل زهوان الذي لا توجد به سوى بركة مكشوفة في مكان يقال له ردخة أو مستنقعات اكتشفنا أن بعض الحيوانات تشرب منها. المواطنان جبار حمدان النجادي ومفرح جابر النجادي أشارا إلى أن حياة المواطنين في جبل زهوان صعبة جدا ولا تحتمل بدون ماء، وأنهما على وشك هجر المنطقة مالم يتم تدارك الأمر. وعبرا عن استيائهما من عدم وجود حلول من قبل الجهات المسؤولة، مشيرين إلى أن القيادة الرشيدة لم تقصر في أعمال المشاريع التنموية الشاملة في مختلف المناطق ولا تدخر جهدا في حل مشاكل كل المواطنين. من جهة أخرى، أكد ل «عكاظ» مدير فرع المياه في الريث عماد الفيفي أنه تم تعميد مقاول يقوم بسقيا سكان جبل زهوان كمشروع مؤقت وإيصال المياه لكل منزل، وأن أي تقصير سوف يتحمل مسؤوليته المتعهد، مشيرا إلى أن هناك مشروعا أرضيا يصل من خزان الريث الواقع في محافظة الريث إلى جبل زهوان وسوف يتم تنفيذه قريبا.