انتقد الشيخ الدكتور عائض القرني نوم بعض الصائمين طوال فترات نهار رمضان، واصفاً ذلك ب"العادة" الدخيلة، التي غيّبت لذة الصيام، وحرمت الكثيرين من أوقات الدعاء والتسبيح وقراءة القرآن. وفي الحلقة "18" من برنامجه الرمضاني "مع الرسول في رمضان"، الذي ترعاه "سبق" إلكترونياً، وتعرضه قناته الخاصة "رقيم" على موقع "اليوتيوب"، قال القرني: "كان رسول الله إذا حضر الإفطار يقدم له الرطب فإن لم يجده قدم له التمر يأكل وتراً، ثلاث أو خمس أو سبع، فإن لم يجد حسى حسوات من الماء، فإذا شرب قال (ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله)، رواه أبوداود، وهو حديث صحيح". وأضاف القرني قائلاً في تفسير الحديث: "ذهب الظمأ بعدما شرب صلى الله عليه وسلم والحمد لله الذي أذهب الظمأ، وابتلت العروق يعني بعد الظمأ لأن الصائم تعطش نفسه وتشحب أعصابه وتضمر للظمأ عروقه، وإذا شرب عادت له روحه وعادت الحياة تدب في عروقه، وثبت الأجر إن شاء الله، فالأجر على الله وهو سيّد المحتسبين والصادقين والمخلصين، فتأمل من الله أن يكتب له الأجر، فحصل للصائم عند الإفطار فرحة بصيامه، وحصل روى وشبع إذا أكل، وحصل أن عادت الحياة إلى جسمه ابتلت العروق وثبت الأجر عند الله". وأكمل بالقول: "فيا صائم وصائمة احتسبوا، اصبروا، في شدة الحر تذكروا لحظة الإفطار ما أجملها من لحظة، تذكروا الجائزة الكبرى وأنتم تفطرون، تذكروا أن الله يثيبكم جل في علاه لا إله إلا هو، تذكروا العطاء الرباني وأنتم قد صمتم لله، ظمئتم وجعتم". ووجه القرني نصيحة قال فيها: "أنبه إخواني وأخواتي وأبنائي وبناتي في مسألة يخطئون فيها، كثير منهم حولوا النهار إلى نوم، من صلاة الفجر إلى صلاة المغرب، وحول الليل إلى سهر مع المسلسلات ومع السهر الضائع في اللهو واللعب". وتساءل: "إذا نام اليوم كله، أين لذة معايشة الجوع والظمأ؟ لك أن تنام، لو نمت إلى الظهر ومن ثم صحوت، ليبقى عندك وقت طويل، أين وقت قراءة القرآن؟ أين وقت الدعاء والتسبيح؟ أين وقت أنك تشعر بلذة الصيام؟ إنك شعرت بأنك ظامئ وأنك جائع لأن النائم لا يشعر". وقال: "ما هذه العادة التي دخلت علينا في مجتمعاتنا؟ يحوّر رمضان حتى أن بعضهم من صلاة الفجر وهو نائم إلى أن يوقظ للإفطار فكأنه ليس بصائم، لأن النائم في حكم الميّت، يعني لم يعش معالم الجوع والظمأ، ينام شيئاً من النهار ولكن يقوم خاصة بعد العصر يجهّز نفسه للمصحف للدعاء إلى الغروب".