علمت "سبق" أن ديوان المظالم بمكةالمكرمة أصدر صكاً شرعياً يقضي بالحكم ببراءة عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرع المنصور، من التهم الموجهة ضده من قبل إحدى العوائل أثناء نصحهم وإرشادهم للوضع غير الشرعي الذي كان عليه ابنهم. وتعود القضية التي انفردت "سبق" بنشرها إلى 28 رمضان الماضي, حيث أحالت وقتها دائرة العرض والأخلاق بهيئة التحقيق والادعاء العام في مكةالمكرمة شاباً سعودياً (24 عاماً) قاوم رجال الهيئة ومزق ثياب أحدهم، وقطع ثلاثة من أزرار ثوبه، وتلفظ عليهم وعلى جهاز الهيئة بوجه عام، بألفاظ نابية وخارجة، وسط حضور رجال الدوريات الأمنية وتجمهر المتسوقين. وجاء هذا التصرف من الشاب إثر تقديم أحد رجال الهيئة النصح والإرشاد له في الوضع غير الشرعي الذي كان عليه. وكانت العائلة اتهمت عضو الهيئة بضرب المرأة والتحرش بها في دعوى كيدية, وعندما علمت العائلة أن القضية ليست في مصلحتهم داخل هيئة التحقيق والادعاء العام فضّلوا الانسحاب والتنازل عن القضية، وجرت إحالة العضو لديوان المظالم الذي قضى ببراءته وبشهادة الشهود من رجال الأمن والحضور وصدر صك شرعي بهذا الحكم. وعلمت "سبق" أن عضو الهيئة وبعد ثبوت براءته سيقوم خلال الأيام القادمة برفع دعوى رد اعتبار في الشكوى الكيدية التي ادعتها العائلة والمطالبة بحقه الشرعي من تمزيق ثيابه وتشويه سمعته والتلفظ على رجال الهيئة ومن يقف وراءهم ويدعمهم وغيرها من الألفاظ النابية. وتفيد المعلومات التي حصلت عليها "سبق" أن أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر "فرع المنصور" أثناء عملهم الميداني تلقوا بلاغاً من مصدر يؤكد أن هناك سيارة مظللة تقف في مكان منزو ومظلم خلف سوق "توب تن" بشارع المنصور وداخلها شاب في المقعد الأمامي ومعه فتاتان بالمقعد الأوسط، وهناك شبهة في وضعهم، خصوصاً أن الموقع سبق وتم ضبط قضايا غير أخلاقية فيه. وعند حضور أعضاء الهيئة للموقع، وبعد أن شاهدوا الوضع تم استدعاء الشاب وسؤاله عن هويته وصلة قرابته بالفتاتين اللتين يتحدث معهما. وقال الشاب: إن الفتاتين هما بنتا خاله، ووالدته داخل السوق مع شقيقاته. وبالتحقق من قبل عضو الهيئة للوضع اتضح أن إحدى الفتاتين (16 عاماً) هي ابنة خاله، والأخرى (18 عاماً) صديقة والدته وجارتهم، حسب أقوالها. وبعدها طلب أعضاء الهيئة الاتصال بوالدته لحضورها لأن هذا الوضع فيه شبهة، والفتيات غير محارم له. وعند حضور الأم تم تنبيههم جميعاً للبعد عن الشبهات، وأنه يجب أن تنزل الفتيات من السيارة ولا يبقين مع الشاب وحدهن، لمنع الشبهة ووقوع المحذور، لا سمح الله. وكان تصرف رجال الحسبة يهدف إلى تهذيب الوضع وإنهاء القضية، خصوصاً بحضور الأم، لكنهم فوجئوا بتهجم الشاب على أحد الأعضاء وضربه وتمزيق ثيابه لأن عضو الهيئة قال: "النظام ينطبق على الجميع"، وعلل الشاب الوضع الذي كان عليه بقوله: "عادي جلوسي مع ابنة خالي وصديقة والدتي". وعندها حاولت الأم الاشتباك مع الأعضاء مستغلة وضعها كامرأة والادعاء عليهم. وقام رجال الهيئة بالاتصال وطلب الدوريات الأمنية، وسط تجمهر المتسوقين، وعلى مسمع من الجميع تلفظ الشاب ووالدته على رجال الهيئة بألفاظ نابية. وتم إعداد محضرين من قبل الهيئة والدوريات الأمنية، وتسليم الجميع لمركز شرطة المنصور الذي حقق مع الشاب والفتاتين والأم، ومن ثم أحيل ملف قضيتهم لهيئة التحقيق والادعاء العام وهيئة الرقابة والتحقيق بحكم الاختصاص قبل إحالة القضية للمحكمة الشرعية.