أكد الفنان التشكيلي فهد سعد الحارثي أن البورتريه فن واقعي استخدم قديماً للتوثيق، وكان هو الطريقة الوحيدة لتوثيق الشخصيات، فكثير من الشخصيات التاريخية لم نعرفها إلا من خلال لوحات البورتريه. جاء ذلك خلال الندوة الفنية التي عقدتها جمعية الثقافة والفنون بالطائف ضمن فعاليات ملتقى وج الثقافي الفني الرابع، والتي أدارها مسؤول الإعلام والنشر بالجمعية سلطان المنصوري، وشارك برسم البورتريهات الفنان الشاب عبدالهادي عبدالله. وأبان الحارثي أن البورتريه له انواع متعددة مثل البورتريه الوجهي، وهو الذي يظهر فيه الوجه والكتفان أو جزء منها، والبورتريه النصف جسمي، وهو الذي يظهر فيه الوجه والكتفان ونصف الجسم الأعلى تقريباً، والبورتريه الجسمي الكامل، وفيه يظهر الجسم كاملاً سواء لشخص أو لعدة أشخاص". وأضاف: لرسم البورتريه تدرج مطلوب في الخطوات تبدأ بالتخطيط، ثم التأسيس، ثم ما بعد التأسيس، ثم المرحلة النهائية، وتستمر هذه المرحلة حتى يصل الفنان إلى مرحلة الرضا عن الرسم وأن العمل يجب أن يتوقف، وهنا يجب أن يركز الرسام على التفاصيل الدقيقة كلون الشعر وإعطائه مظهراً طبيعياً، لون العينين، ولون الشفتين، والحواجب. وأشار الحارثي إلى أن مدة إنجاز الرسام للبورتريه تختلف، فهناك "من الفنانين من ينهي العمل في جلسة واحدة حتى لو كانت طويلة، وتسمى هذه الطريقة Alla Prima، ومنهم من يمتد عمله إلى عدة جلسات قد تستغرق أياماً أو أسابيع أو أشهر أو سنوات، وبعض الفنانين العالميين كان يستغرق سنة كاملة قبل أن ينجز لوحة بورتريه واحدة ويسلمها. وأوضح أن "البورتريه ليس مسألة فيزيائية وتكوينات مادية فقط بل هي إحساس وشعور داخلي عميق بالعمل". وقدم الفنان عبدالهادي عبدالله رسمتي بورتريه لطفل وشاب خلال مدة لا تتجاوز الساعة، وتحدث للحضور عن تجربته قائلاً: "ما دفعني لهذا الفن هو غيرتي من الأطفال الذين كانت تهتم بهم معلمتي وتتجاهلني" وأردف عبدالهادي بأنه يستمتع بالرسم وأن إنجاز اللوحة يعتمد على تفاصيل وملامح وجه الشخص المرسوم. وفي المداخلات تساءل المترجم والإعلامي خلف سرحان عن دور رسام البورتريه في ظل وجود التصوير الفوتوغرافي، بينما تساءل بدوره الكاتب حامد الزهراني عن الفرق بين رسم البورتريهات بالرصاص والألوان الزيتية وتعرضها للمحو. يشار إلى أن ملتقى وج الثقافي الفني يدعم الحراك السياحي الثقافي بالطائف ويتبنى المواهب الشابة، وتقيمه جمعية الثقافة والفنون في نسخته الرابعة.