تعرّضت فتاة معاقة "ن. ه"، من نزيلات مركز التأهيل الشامل بمكة المكرمة، لعضة فأر، نُقلت إثرها إلى المستشفى، في حين حذَّر مدير المركز من رش بالوعات الصرف الصحي أسبوعياً بمبيدات يمكن أن تتسبب في وفاة الإنسان، ولاسيما مرضى الصدر. وقد فوجئت الفتاة المعاقة حركيًّا بالفأر يعضّها في يدها اليسرى داخل مهجع المقيمات بمبنى التأهيل الشامل في حي الزاهر بمكة المكرمة؛ ما تطلَّب تدخل الأخصائيات والعاملات بالقِسم النسائي لمحاولة قتل الفأر، الذي هرب واختفى عن الأنظار، وقض مضجع النزيلات المعاقات. وقد نُقلت المصابة إلى طوارئ مستشفى الملك فيصل بالششة، وجرى عمل إسعافات أولية لها، كما جرى سحب عينات من الدم، وتم إعطاؤها مصلاً ضد التسمم، وتسجيلها في جدول التحصينات بقِسم الصحة العامة ومكافحة العدوى، وسيتم إعطاؤها الأمصال لمدة خمسة أيام متتالية كما هو متبع في مثل هذه الحالة. وعلمت "سبق" من مصادر خاصة أن المبنى يحتاج إلى عملية ترميم عاجلة، تتيح للمعاقين والمعاقات العيش الكريم، وخصوصاً أن هذه هي الحالة الثانية من نوعها؛ فقد تعرضت في العام الماضي النزيلة المعاقة "م.ه" للحالة نفسها بالعض من فأر. وكشفت مصادر مطلعة ل"سبق" أن إدارة التأهيل الشامل بمكة المكرمة عمدت خلال اليومَيْن الماضيَيْن إلى وضع ألواح ومواد جبسية على فتحات المكيفات، التي كانت تدخل منها الفئران والحشرات، وتعمل جاهدة لتحسين الأوضاع وسط ظروف قاهرة يعيشها النزلاء والنزيلات. من جانبه، أكد مدير التأهيل الشامل بمكة المكرمة عبدالصمد الصبحي حدوث الواقعة، وقال ل"سبق": "تم فوراً إحالة الفتاة للمستشفى؛ لعمل الإجراءات اللازمة، بالرغم من أن حالتها لا تستدعي نقلها؛ كون العضة بسيطة جداً، لكن كأجراء وقائي، وحفاظاً على صحة الفتاة، تم نقلها". ولفت الصبحي إلى أن المركز عبارة عن دور أرضي، ويشترك بالصرف الصحي العام، وأنه تُجرى عملية مكافحة للحشرات عن طريق رش المبيدات أسبوعياً وشهرياً ونصف سنوياً. وقال: "نحن نحذِّر كثيراً من الرش إلا بعد عمل إجراءات نحافظ فيها على سلامة المقيمين والمقيمات داخل المركز". وبيّن أن "هناك مبيدات قوية جداً، ولدينا معاقون يعانون أمراضاً في الصدر؛ لذا فشم هذه المبيدات يشكّل خطورة عليهم". وقال الصبحي: "لقد خاطبنا مركز السموم بمكة المكرمة من أجل إعطائنا مبيدات معينة، وأفادوا بأن بعض المبيدات تؤدي إلى الوفاة، وأنا مستعد لتقديم هذه الخطابات أمام أي جهة رقابية".