في أقوى مباريات "يورو 2012"، تصطدم غداً السبت ( 9:45 مساءً) إسبانيا، بطلة العالم وحاملة اللقب، بطموح الديوك الفرنسية متحلين بأمل رفع الكأس الثالثة. فعلى أرضية ملعب دونباس أرينا بمدينة دونتيسك الأوكرانية وتحت إدارة تحكيمية للإيطالي نيكولاس ريتزولي، ستتوجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة لمتابعة القمة الأوروبية المثيرة، دون أن ترجح التوقعات كفة أي منهما. فالفرنسيون، أبطال يورو 1984 و2000، سيخوضون تلك القمة بمعنويات مرتفعة، ولا سيما بعد الأداء المبهر في أول مباراتين بالنسخة ال14 من اليورو، بعد التعادل 1-1 مع إنجلترا والفوز بهدف على البلد المضيف أوكرانيا، مع التغاضي عن الهزيمة الأخيرة من السويد بثنائية نظيفة، والتي لم تؤثر في موقف "الديوك الزرق" من التأهل كثاني المجموعة الرابعة. وما يعزز من الروح المعنوية لأبناء المدرب الشاب لوران بلان، هو التفوق التاريخي على الإسبان، فمنتخب الماتادور لم يذق طعم الفوز أبداً على فرنسا في أي مباراة رسمية، وهي العقدة التي لا يود جيل ما بعد زين الدين زيدان كسرها. أما إسبانيا، بطلة يورو 1964 ويورو 2008، فتتحفز لمواصلة حلم الثلاثية التاريخية بالتتويج بلقبي يورو متتاليين يتوسطهما بطولة كأس عالم، وهو إنجاز لم يحققه أي منتخب آخر على مر العصور. وتفاوت أداء منتخب لاروخا من مباراة لأخرى في دور المجموعات، فحقق تعادلاً صعباً مع إيطاليا 1-1، قبل أن يكتسح إيرلندا برباعية نظيفة، ثم الفوز بشق الأنفس على كرواتيا بهدف وحيد في الدقائق الأخيرة، ومن ثم التأهل كمتصدر للمجموعة الثالثة. وعلى الرغم من المعنويات المرتفعة لكل منتخب والتي تظهر واضحة في تصريحات اللاعبين، إلا أن الجماهير تساورها الشكوك من أداء كل منتخب، فإسبانيا عانت كثيراً أمام كرواتيا، ولوران بلان قال إن كرواتيا ضربت مثلاً رائعاً على كيفية التعامل مع أسلوب "تيكي تاكا" أما الاستحواذ المطلق على الكرة مع تبادل أكبر قدر من التمريرات القصيرة لإنهاك الخصم بدنياً، كما أن الدفاع الإسباني لا يبدو في أفضل حالاته، وقد سبب الكثير من المتاعب للحارس إيكر كاسياس الذي كان متميزاً كعادته. وعلى الجهة المقابلة، فقد تناثرت الأخبار حول أجواء متوترة في المعسكر الفرنسي بين لوران بلان ولاعبيه عقب الخسارة من السويد، وأنباء عن تمرد من اللاعب حاتم بن عرفة ورغبته في مغادرة المعسكر بعد شجار مع المدرب، مما أثار مخاوف جماهير فرنسا من تكرار سيناريو تمرد وعصيان اللاعبين في مونديال جنوب إفريقيا 2010. ومن المعروف عن المدرب الإسباني فيسنتي ديل بوسكي، بطل العالم 2010، عدم المغامرة، وهو ما يعني تكرار نفس تشكيله الأساسي، فيما يبقى مركز رأس الحربة حائراً بين فرناندو توريس وسيسك فابريجاس. أما لوران بلان، بطل مونديال 1998 ويورو 2000، فسيفتقد لجهود المدافع فيليب ميكسيس للإيقاف، ما قد يدفعه لإشراك مدافع آرسنال الإنجليزي لوران كوسييلني ليلعب إلى جوار عادل رامي نجم فالنسيا الإسباني. وتكمن خطورة الإسبان في خط وسطهم الذي يضم أندريس إنييستا، أحد أفضل نجوم اليورو، وزميليه في البرسا تشافي هرنانديز وسرجيو بوسكيتس بجانب محور ارتكاز ريال مدريد تشابي ألونسو ونجم مانشستر سيتي الإنجليزي ديفيد سيلفا. أما فرنسا فتملك كتيبة شابة يبرز من بينها كريم بنزيمة الذي قد يخوض معركة ثنائية مع زميله بريال مدريد سرخيو راموس، فضلاً عن الجناحين الخطيرين سمير نصري وفرانك ريبيري نجمي مان سيتي وبايرن ميونيخ على الترتيب. يُذكر أن فرنسا، في حضور الأسطورة زيزو، أطاحت بإسبانيا من ربع نهائي يورو 2000 بعد أن أهدر الأسطورة الآخر راؤول جونزاليس ركلة جزاء حاسمة قبل النهاية، كما أخرجوها من دور ال16 لمونديال ألمانيا 2006 بنتيجة 3-1.