يبدو أن العقيد الراحل معمر القذافي سيظل مثيراً للجدل، بعد مماته، كما كان في حياته، إذ تسبب كتاب "أشخاص حول القذافي" الذي ألفه مندوب ليبيا السابق لدى الأممالمتحدة، عبدالرحمن شلقم، في إثارة الكثير من الجدل، وانقسم نقاد وسياسيون حول تقييم الكتاب. وقالت صحيفة "الإمارات اليوم" تعرّض كتاب "أشخاص حول القذافي" الذي صدر أخيراً، وحقق نسب مبيعات كبيرة، لحملة هجوم من أكثر من طرف، إذ اعتبر البعض أن المؤلف لم يبرز كل مآسي النظام السابق في ليبيا، وتجاهل بعض الحقائق.
وقال عبدالناصر بعيشو منتقداً الكتاب: "كنت أتمنى أن يحدثنا السيد شلقم عن الأحداث الكبيرة التي مازلنا لا نعرف عنها شيئاً، مثل لوكيربي، وبقية تفجيرات الثمانينيات، وتعويضاتها، ومؤازرة ليبيريا، وجرائم الحرب فيها، وقتلى سجن أبي سليم، أطفال الأيدز ومسرحية الممرضات البلغاريات، حروب تشاد وأوغندا والاتفاقات، قتلى جامع القصر ومزرعة الهضبة ومزرعة العنب، وغياهب مخابرات الإذاعة، وإلى آخر القائمة العلني منها والسري" حسب موقع المنارة للإعلام.
في المقابل، استنكر آخرون تركيز شلقم على حياة أفراد بعينهم، كأن الكاتب يخلص حساباته مع أناس دون آخرين، كما تعرّض لدقائق في الحياة الشخصية للقذافي، والتي قد يكون بعضها مبالغاً فيه، مثل رواية شلقم عن علاقة القذافي بمسؤولة ما "إذ قال الكاتب إنها كانت تشبع رغبات القذافي، وإنه أنجب منها بنتاً (هناء) التي قيل إنها قتلت فيما بعد".
يُشار إلى أن مؤلف الكتاب تعرّض لشخصيات كثيرة كانت جزءاً من نظام القذافي الذي دام لأكثر من أربعة عقود، من بينها عبدالله السنوسي، ورمضان بشير، ومفتاح كعيبة، وموسى كوسا، ومحمد بالقاسم الزوي، وسليمان الشحومي، وإبراهيم الغويل، وأبوزيد دورده، وأحمد قذاف الدم، وفوزية شلابي، وغيرهم.