ينطلق في الساعة السادسة من مساء غدٍ الأربعاء بمجمع الأمير فيصل بن فهد الأولمبي بالرياض ملتقى "تيداكس شباب الرياض" الذي ترعاه مؤسسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان الخيرية (مسك). وتُقام هذه التظاهرة الشبابية التي يحضرها قرابة 300 شاب من الجنسين للمرة الأولى في مدينة الرياض. ويتحدث فيها 13 شاباً وشابة تتراوح أعمارهم من السادسة عشرة إلى الرابعة والعشرين عن تجاربهم ونجاحاتهم وينقلون خبراتهم لأقرانهم من الشباب. وقال طلال الفاخري أحد المنظمين للملتقى: "نحن مجموعة من الشباب نريد أن نقول للعالم إن أبناء هذا الوطن مبدعون وناجحون ولدينا إيمان تام بقدرة الأفكار على التأثير الإيجابي في المجتمع، ولهذا بدأت الفكرة وبدأنا البحث والترتيب". وأضاف: "لا يفوتني هنا أن أتوجه بالشكر لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز على دعمه لهذا الملتقى الهادف عبر مؤسسة سموه الكريم الخيرية (مسك)". وقال صالح البخيت (16عاماً): "إن الحديث عن ثقافة ليش في مجتمعنا التي لا نستخدمها بشكل إيجابي وكل استخدامنا لها لأجل حب الاستطلاع ولكن أنا أردت من مشاركتي في هذا الملتقى أن أحوّل استخدام هذه الكلمة لشيء إيجابي". وقالت يارا الشويرخ (18عاماً): "عندما كنت في السادسة عشرة من العمر خضت تجربة مثيرة عندما قمت بإنشاء مؤسسة وأنا عمري 16 وعلى الرغم من صعوبة التجربة وقسوتها على من هو في بداية حياته إلا أنني بفضل الله تجاوزت صعوبتها وتمكنت من النجاح". وأضافت: "ولذا أنا سأتحدث اليوم وأنا كلي فخر بتلك التجربة وسعيدة بها وأتمنى أن أرى آخرين من أبناء وطني يخوضون مثل هذه التجربة". وتساءل محمد المطبقاني(24عاماً): "كم من شخصٍ بيننا أقدم على أولى خطوات حياته الجامعية بإحباط وفتور لأنه لم يكن في المجال الذي يريد؟". وقال: "أنا أحد هؤلاء الشباب المحبطين الذين أخفقوا فعلاً فقد تم طي قيد دراستي الجامعية وتوجهت لمجال العمل مباشرة وعملت في القطاع الخاص". واستدرك المطبقاني: "لكني ما زلت أشعر بأن هناك ما ينقصني وهو العلم ولأني أمتلك الرغبة والطموح ساعداني على طلب العلم من جديد في محاولة أخرى". وقال: "ما زلت أسير على الطريق الصحيح في مجال إدارة الأعمال وقد تخلل تجربتي الكثير من العثرات والكثير من النجاحات وأردت أن أنقلها للشباب ليستفيدوا من هذه التجربة وتكون لهم مصباحاً يضيء لهم طريق نجاحهم في المستقبل بإذن الله". وتحدثت سمية الزهراني(17عاماً) عن تجربتها المثيرة قائلة: "عندما تمثل دينك ووطنك في الخارج من خلال عملك التطوعي لهي تجربة تستحق التأمل فإن الغربة لا تدع للمرء مجالاً من الممكن أن يفكر فيه بأعمال تطوعية فكانت تجربتي عندما قمت بالتطوع بتدريس اللغة العربية في إحدى مدارس الأطفال بسيريلانكا". وأضافت: "في البداية كنت متعبة ومحبطة ولكن بروح التحدي تذكرت أني أمثل ديني ووطني ما جعلني أصبر وأبذل الجهد وبحمد الله ما زلت أرى نجاحات تلك التجربة تصلني حتى اليوم وأنا في وطني الحبيب المملكة العربية السعودية".
وأما أحمد ولي(24عاماً) فيتحدث عن تجربته قائلاً: "أنا من المؤمنين بالتغيير للأفضل في نفس المرء لينجح وقد بذلت جهداً كبيراً لأغيّر الكثير من العادات التي كانت ربما عائقاً في طريق نجاحي". وأضاف: "كنت أردد دوماً عبارة لمكسويل تقول (لن تستطيع أن تغير حياتك إلا إذا غيرت شيئاً تقوم به يومياً)، وهذا بالفعل مع حدث معي ولكن كانت حكاية صعبة بالنسبة لي فكنت كمن ينزع عنه جلده غير أن هذا الجلد إذا كان مضراً فلابد من التخلص منه".
وتحدث سلمان الأحمد (أحد المنظمين) قائلاً: "تيداكس الرياض هو فرصة للشباب المبدع والخلاق ليقول للعالم إن الشاب السعودي هنا.. إن الشاب السعودي مبدع بطبعه". وأضاف: "قد يرى البعض أن هذا الملتقى مستنسخ من ملتقى أمريكي ولا أرى في ذلك غضاضة ما دمت أستنسخ شيئاً مفيداً ومتوافقاً مع عادتي وتقاليدي وقيمي الإسلامية والتي نحن حريصون على ترسيخها عبر هذا الملتقى". واعتبر الأحمد أن "مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الخيرية جعلت الشباب نصب عينيها وتحرص على دعمه والاهتمام به فهو عماد الوطن ومستقبله وهو من سيقود دفة التقدم". وقال: "من هذه الاهتمامات لدى مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الخيرية كانت مساهمتها مع هؤلاء الشباب الطموح في هذا الملتقى ومؤكدة أن الشباب السعودي متى ما تهيأت له الفرص فهو قادر على النجاح والتفوق والإبداع والذي يؤكد أن هذه البلاد في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وبتمسكها بشرع الله سبحانه بها شباب يبحث عن النجاح وتطوير قدراته ليصل إليه فيعانق المجد كما عانقه أسلافه في ظل هذه البلاد أعزها الله منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه".