أقيم مساء أمس الأول بمجمع الأمير فيصل بن فهد الأولمبي بالرياض ملتقى (تيداكس شباب الرياض) برعاية مؤسسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الخيرية وسط حضور شبابي كثيف تجاوز الثلاثمائة شاب من الجنسين وقد بدأت تلك التظاهرة الشبابية في تمام الساعة السادسة مساء بالجلسة الأولى التي تحدثت فيها الشابة سمية الزهراني (17عاما) عن تجربتها في تمثيل وطنها ودينها من خلال العمل التطوعي عندما قامت بتعليم اللغة العربية لطلاب صغار في إحدى المدارس في سيريلانكا وبينت لهم الصعوبات والعقبات التي واجهتها في البداية وقد تفاعل الحضور كثيرا عندما عرضت فيلما قصيرا عن إحدى طالبتها في تلك المدرسة السيريلانيكة واختمت سمية الزهراني ورقة عملها بأن أكدت على أن أفكارك تحملها معك أينما ذهبت وبعد ذلك قدم الشاب أحمد ولي (24 عاما) ورقة عمل ذكر فيها عن مقاربات التغيير والتي تعني في العادة تقريب الكلام النظري لتطبيقه واقعا ويمكن تمثيل التغيير بدائرة متلونة حسب الظروف التي تمر بها وكل إنسان هو دائرة متغيرة صغيرة يعيش في أكثر من دائرة متغيرة كبيرة مثل دائرة الأصحاب, دائرة نشاطه الاجتماعي, دائرة ثقافة البلد أو البلد الذي يعيش فيها وبعد ذلك طرح أحمد ولي أسئلة تفاعلية مثل هل التغيير عارض في الحياة أم أنه طبيعة فيها وجدت تجاوباً كبيرا من الحضور ومن ثم قدمت آخر المتحدثين في الجلسة الأولى الشابة يارا الشويرخ (18عاما) ورقة عملها والتي ذكرت فيها تجربتها من خلال ممارستها التجارة وهي في عمر السادسة عشرة وذلك عندما قامت بتنفيذ بعض الأعمال اليدوية ومن ثم بيعها عبر أحد مواقعها الخاص في الإنترنت ومشاركاتها في البازرات المختلفة وبينت كيف أن هذه التجربة بالرغم صعوبتها إلا أنها أعطتها دافعا للنجاح وعززت ثقتها في نفسها وأحست أن نظرة المجتمع القريب منها باتت أفضل وأجمل، وقد أكدت يارا في ختام ورقتها على أن النجاح لا يكون بموهبة حباك الله بها ولكن قد تنجح بمهارة أنت تتقنها بالمحاولة والتدريب والتعليم، ومن ثم انطلقت الجلسة الثانية في تمام الساعة السابعة والنصف مساء وقد تحدثت فيها أولا الشابة حصة السديري (20عاما) عن كيف أن التاريخ يعيد نفسه وكيف أن يستفيد الشباب من علم الآثار وأن ماضينا سبيلنا للتأثير على حاضرنا وقد ذكرت أمثلة من التاريخ قد بدأت بوادرها تعاد في زمننا الحاضر وقد أكدت أنه بخطوة واحدة فقط قد تستطيع أتؤثر إيجابيا في مستقبلك وبعد ذلك تحدث الشاب صالح البخيت (16عاما) عن قوة كلمة (ليش) وأن الإنسان إذا أكثر من السؤال بكلمة (ليش) يبدأ بالعمل ويكون مقتنعا بشكل كبير في إمكانية تنفيذه والوصول للنجاح فيه وفي المستقبل يكون الشاب إذا أكثر من كلمة (ليش) سيدرك إجابات الكثير من الأسئلة ومن ثم يختار ما يلائمه ويجعله سلما لنجاحه وبعد ذلك قدمت آخر ورقة عمل في الجلسة والتي شهدت تفاعلا كبيرا من الحضور عندما عرضت الشابة دانا الدريعي (20عاما) مجموعة من الصور وطلبت من الحضور أن يصفوا الأشخاص الموجودين فيها وبعدها كشفت أن طريقة الوصف قد تكون إساءة لفظية مثل ما وصف الحضور صور الشخصيات المعروضة بالرغم من أن هذه الصور لشخصيات مؤثرة مثل مؤسس فيس بوك ومؤسس جوجل وقد أوضحت في ختام ورقة عملها أن أحد العوائق في النجاح هي الإساءة اللفظية، فالجرح يبرئ من جسد المرء ولكن الإساءة اللفظية قد تبقى وتؤثر بشكل سلبي على نجاح الشباب. وعند الساعة التاسعة والربع بدأت الجلسة الأخيرة التي تحدث فيها أحد أعضاء فريق (بير آند ذا هابي) الشاب عبدالرحمن الخواشقي (20عاما) عن تجربتهم كفريق وأن لا تصب بالإحباط عندما يرى المجتمع أن حلمك سخيف ولكن تذكر أنك ستجد من يشاركك أحلامك في هذا المجتمع ومن ثم تتحول تلك الأحلام لواقع تعيشه يقودك للنجاح مما يجعل تلك النظرة السلبية من المجتمع تتحول بإصرارك لإيجابية وبعد ذلك قدم محمد المطبقاني (24عاما) ورقة عمل تحدث فيها عن تجربته بأن هناك أشخاصاً يقدمون على أولى خطوات حياتهم الجامعية والإحباط قرين لهم وذلك لأنه لم يختر ما يريد، وأنا مثال حي على ذلك فقد أحبطت في دراستي الجامعية حتى تم طي قيدي فعلا في الجامعة وبعدها اتجهت للقطاع الخاص وما زلت أشعر بأن هناك ما ينقصني وهو العلم ولأني أمتلك رغبة وطموحا ساعداني على السعي لطلب العلم وما زلت أسير في الطريق الصحيح لطلب العلم في مجال إدارة الأعمال وقد اختتم ورقته المطبقاني مؤكداً بأن الإحباط بالإمكان التغلب عليه بالإصرار والطموح والرغبة في النجاح فلا يكون عائقا لك وبعد ذلك قدمت آخر ورقة عمل في ملتقى (تيداكس شباب الرياض) للشابة صيتة آل سعود (20عاما) ورقة عملها وقد ذكرت فيها أمثلة حية على ناجحين أوضحت كيف أنهم اقتصوا أفكاراً مبدعة من شتى المشارب وكونوا أسلوبا ومنهجا فريدا لهم جعلهم عنوانا للنجاح وأكدت صيتة على أن التقليد ليس خطأ ولكن عندما تقلد يجب أن تطوع هذا التقليد وفق مبادئك وتجعل لك أسلوبك الخاص ليقودك للنجاح وفي ختام الملتقى تحدث أحد أعضاء اللجنة المنظمة (الشاب محمد الجهني). قائلا قد لا أصف شعوري الآن بهذا النجاح لملتقى (تيداكس شباب الرياض) والذي كان حلما يراودنا ولكننا عاجزون عن الشكر لمؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الخيرية على ثقتها فينا كشباب ودعمها لهذا الملتقى وهذا ليس بمستغرب على صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في دعمه للمبادرات الشبابية الخلاقة ونحن نقدم هذه التظاهرة كواجب منا كشباب لهذا الوطن الغالي لعلنا نرد شيئاً من الدين الذي في أعناقنا لهذا الوطن الغالي ولخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله على تشجيعه للشباب والأخذ بيدهم وحرصه -أيده الله- على تسليحهم بالعلم. ومن ثم تحدث الشابان (عبدالله أبو ملحة وحمد الدريعي) أحد المنظمين للملتقى وأن هذا الملتقى قد أقيم لكي نساهم في إبعاد العوامل السلبية لنجاح الشباب وأننا وضعنا نصب أعيننا أنه عندما ينجح الشاب فإن هذا نجاح للمجتمع وكذلك يقود المجتمع كله للنجاح وأن شبابنا السعودي فيه خامات مهيئة للنجاح متى ما أتيحت لها الفرصة وتهيئة العوامل وكذلك لنوضح لرجال الأعمال الغيورين أن هناك شباباً ناجحاً يحتاج منكم وقفة تأمل لتأخذوا بيدهم ليصلوا لنجاح أكبر.