عرض برنامج "الرئيس"، مساء أمس، تقريراً ميدانياً عن حملةٍ أمنية استهدفت محال تبيع عطوراً وحلويات وعسلاً منتهية الصلاحية. وتحدثت حلقة أمس التي عُرضت على قناة "لاين سبورت"، برعايةٍ إلكترونيةٍ من "سبق"، عن الغش التجاري في ألعاب الأطفال، والإكسسوارات، ومستحضرات التجميل، والملابس، والأجهزة الكهربائية، والمواد الغذائية.
وبيّن قائد الحملة الأمنية العقيد منذر الحضيف، أن أغلب مَن يقوم بذلك عمالة أجنبية. من جانبه، أوضح مدير إدارة مكافحة الغش التجاري بوزارة التجارة فهد الهذيلي، أنه صدر بالثمانينيات الهجرية أول نظام لمكافحة الغش التجاري، مشيراً إلى أن النظام مرّ بمراحل تطور وآخرها كان في عام 1429 ه، صدر مرسوم ملكي بنظام مكافحة الغش التجاري. وأرجع أمين الجمعية الخيرية للتوعية الصحية (حياتنا) الدكتور عبد الرحمن القحطاني أسباب تفشي الغش التجاري إلى ضعف الرقابة، خاصة عند دخول المنتجات والسلع إلى المملكة. وقال إن كميات مهولة من البضائع المقلدة والمغشوشة والتي تضر بصحة الإنسان - مع الأسف - تدخل إلى المملكة بلا رقيبٍ ولا حسيبٍ. وأشار إلى أنه لا يوجد نظام معمول به للتبليغ عن المنتجات المخالفة للسوق بالسعودية، والمواصفات والمقاييس لا تتواكب بما هو موجودٌ في الدول الأخرى. وكشف فهد الهذيلي أن عدد المراقبين في وزارة التجارة الذين لهم أحقية ضبط مخالفات الغش التجاري لا يتجاوز عددهم 435 مفتشاً موزعين على مناطق المملكة ومحافظاتها، مشيراً إلى أن نظام الغش مسئولية مشتركة ما بين التجارة والبلدية والهيئة العامة للغذاء والدواء، والوزارة تعاني نقص أعداد المفتشين. وأوضح الدكتور عبد الرحمن القحطاني، أن محال "أبو ريالين" يدخل فيها الكثير من المنتجات المقلدة والمغشوشة ولا تخضع للرقابة ويستطيع المستهلك معرفتها بالعين المجردة. واستعرض القحطاني عيّنات مقلدة وخطرها. كما عرض البرنامج تقريراً آخر يوضح فيه تلاعباً وغشاً في البضائع؛ لأجل الكسب المادي فقط ضاربين بصحة المستهلك، عرض الحائط. وكشف التقرير عن مصنع خياطة كامل وضخم لم يكن بالحسبان أنه بمنطقة قديمة بأحد أحياء الرياض. وأوضح التقرير عند سؤال أحد الجيران للمكان عدم تفاعل المواطن والتبليغ عن أي حالة اشتباه وعدم استشعار بأن القضية تمس صحته. وتحدث عن طريق الهاتف المدير التنفيذي لسلامة منتجات التجميل بهيئة الغذاء والدواء الدكتور محمد الجلال، عن خطر العيّنات المقلدة المتمثلة في الشامبوهات ومستحضرات التجميل، وأنها تحتوي على مواد مسرطنة. وحكى تقرير عرضه البرنامج عن تضجر الجمهور من ظاهرة الغش التجاري، وذكر بعضهم أن السوق يعتمد على البضاعة المقلدة بدلاً من الأصلية، وتطرق أحدهم إلى الغش بإطارات السيارات وتسبّبها بحوادث مميتة. وأشاروا إلى عدم تمييز المشتري البضاعة المقلدة من الأصلية.
وكشف الهذيلي عن مكافأة للإبلاغ عن حالات الغش التجاري للمبلغ 25 % من قيمة الغرامة المحكوم فيها، وتصل بالمواد الغذائية إلى مليون ريال، وفي بعض السلع الأخرى إلى 500 الف ريال. وشدّد في نهاية الحلقة أن العامل الأساسي في مكافحة الغش هو المستهلك نفسه.