أثارت الفتوى التي أطلقها أحد علماء الجزائر بتحريم الزواج من المدخنين أزمة بين الأوساط الشبابية، الذين بحثوا بدورهم عن فتوى "مشرقية" تنفي الفتوى السابقة؛ وهذا ما دعا عدداً من شيوخ الجزائر وأساتذتها المختصين في الفقه إلى تأكيد صحة الزواج بالمدخنين. مبينين أنه زواج صحيح، ولا علاقة للتدخين بصحته وتحريمه، ومضيفين بأن التدخين ليس شرطاً من شروط الزواج. وكان صاحب الفتوى الشيخ أبو عبدالسلام قد أفتى بحرمة الزواج من المدخن، وذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه من فتاه مُقْبلة على الزواج من مدخِّن. وقد استشهد بالآيات القرآنية وبالأضرار الصحية لهذه الآفة في تأكيد صحة فتواه؛ حيث استشهد بقوله تعالى: {ولا تقتلوا أنفُسكم إنّ الله كان بكم رحيمًا}، وقوله سبحانه وتعالى: {ولا تُلقوا بأيديكم إلى التّهلُكَة وأحسِنوا إنّ الله يُحبّ المُحسنين}، كما استشهد بما فعله الرسول - صلى الله عليه وسلم - عندما أمر بتزويج البنت من ذي الخُلق والدين إذا تقدم لخطبتها وقبلته؛ فقال صلوات ربي وسلامه عليه "إذا أتاكم مَن ترضون دينه وخُلقه فزوّجوه". وبدورها نشرت صحيفة "الشروق الجزائرية" تأكيد عدد من شيوخ الجزائر وأساتذتها المختصين في الفقه صحة زواج الفتاة من المدخِّن، مؤكدين أنه زواج صحيح، ولا علاقة للتدخين بصحته وتحريمه. مضيفين بأن التدخين ليس شرطاً من شروط الزواج. وأكد الدكتور عبد الحليم قابة صحة الزواج بالمدخن رغم أن التدخين حرام، ومتعاطيه يُعتبر عاصياً، ويجب على المسلم أن يتركه ويتوب؛ حيث قال: "التدخين ليس شرطاً من شروط الزواج، وإلا لأصبحت الغيبة تبطل وتُحرّم الزواج أيضاً!". وعلّق على فتوى الشيخ أبي عبد السلام قائلاً: "إنها جاءت في معرض النصح والإرشاد لا التحريم". من جهته أكد الشيخ يوسف بن حليمة، إمام وخطيب مسجد العربي التبسي بالعاصمة الجزائر، أنه لا تحريم في الزواج بسبب تدخين الزوج، وإلا لوجب تحريم الزواج من شارب الخمر ومقترفي المحرَّمات. مضيفاً بأن هذه الفتوى لو جاءت من هيئة فتوى وبإجماع لعملنا بها، ولأصبحت دستوراً. موضحاً أن فتوى الشيخ أبي عبد السلام في هذه القضية لا تُعَدّ مرجعاً في الفتوى، بل تُعتبر فردية.