تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة غداً الجمعة إلى العاصمة البولندية وارسو، وتحديداً إلى الملعب الوطني؛ لمتابعة حفل افتتاح بطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو 2012"، التي تستضيفها بولندا وأوكرانيا حتى يوليو في النسخة رقم 14 للبطولة التي بدأت عام 1960 في فرنسا، وتوج بلقبها منتخب الاتحاد السوفييتي في ذلك الوقت. ويرى النقاد والمتابعون أن البطولة الحالية ستكون الأقوى منذ زمن طويل نظراً لتأهل جميع المنتخبات الكبيرة إليها؛ حيث تضم منتخبات الصف الأول في أوروبا، بعد عودة منتخب إنجلترا الغائب عن النهائيات في بطولتي 2004 و2008.
ومن المتوقع أن يتابع حفل الافتتاح وفقاً لإحصائيات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" نحو 200 مليون مشاهد عبر شاشات التلفاز، كما سيحضر في الاستاد الوطني بوارسو ما لا يقل عن 50 ألف متفرج.
والبطولة الحالية هي آخر دورة ستشهد وجود 16 منتخباً في النهائيات؛ فبداية من "يورو 2016" التي ستقام في فرنسا سيتأهل للنهائيات 24 منتخباً، وقد جعلت اللجنة المنظمة ل"يورو 2012" الأخوين "سلافيك" و"سلافكو" التعويذة الرسمية للبطولة، وهما توأم يرتدى ملابس بألوان علمَيْ بولندا وأوكرانيا، وتم الإعلان عنهما في ديسمبر عام 2010، وتم اختيار هذه التعويذة من خلال تصويت على موقع الاتحاد الأوروبي.
ونجح 14 منتخباً في التأهل للنهائيات بعد رحلة التصفيات التي بدأت في أغسطس 2010 وانتهت في نوفمبر الماضي، وضمت 15 منتخباً، وانضمت الفِرق المتأهلة إلى بولندا وأوكرانيا؛ ليكتمل عقد البطولة ب16 فريقاً، تم توزيعها على 4 مجموعات ضمت الأولى: "بولندا والتشيك واليونان وروسيا"، والثانية: "هولندا والبرتغال وألمانيا والدنمارك"، والثالثة: "إسبانيا وإيطاليا وكرواتيا وإيرلندا"، والأخيرة: "فرنساوإنجلترا وأوكرانيا والسويد".
ويتأهل متصدرا كل مجموعة لدور الثمانية، كما سيشارك الفريق المتوَّج بلقب البطولة في نهائيات كأس العالم للقارات في العام المقبل بالبرازيل.
وينطلق حفل افتتاح البطولة مساء غد قبل 20 دقيقة من انطلاق المباراة الافتتاحية بين بولندا واليونان.
وأعلن الاتحاد الأوروبي واللجنة المنظمة تفاصيل الحفل الذي سيكون مبسطاً، ويجمع بين الرياضة والثقافة من جهة، والتراث والتقدم من ناحية أخرى، وسوف يستمر نحو 12 دقيقة، ويشارك فيه نحو ألف متطوع من قارات العالم.
ويحضر حفل الافتتاح لفيف من أهم الشخصيات والمسؤولين والفنانين في بولندا وأوكرانيا، وسيكون في مقدمة الحضور جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، والفرنسي ميشيل بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي، إضافة لرئيس بولندا برونيسلاف كوموروفسكي، ورئيس أوكرانيا فيكتور يانوكوفيتش، فيما قاطع عدد كبير من الحكومات والمسؤولين في أوروبا البطولة احتجاجاً على ظروف حبس رئيسة وزراء أوكرانيا السابقة يوليا تيموشينكو.