أوصى الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ ، خلال كلمة توجيهية لرؤساء مراكز الهيئة بالرياض في ملتقى التكامل الإداري الذي نظمه فرع الرئاسة بالرياض مساء أمس بتقوى الله تعالى وإخلاص العمل لوجهه الكريم، مشيراً إلى أن الرحمة هي المنهج السليم، حيث أرسل القدوة محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، ثم بيّن حرصه الشديد على ما يرتقي بالعمل الميداني وأن هو الاهتمام الأول لدى الرئاسة، وذكر ما نعيش فيه من نعم ظاهرة وباطنة تستوجب الشكر لله تعالى، وأكّد أهمية حفظ حقوق المواطن والحرص على صيانتها. جاء ذلك خلال لقاء الرئيس العام للهيئات برؤساء الهيئات بالمحافظات التابعة لفرع الرئاسة بمنطقة الرياض، وفي مقدمتهم فضيلة مدير عام الفرع الشيخ صلاح بن ناصر السعيد في لقاء مفتوح بقاعة الفندق، حيث تحدث آل الشيخ عما يهم عمل الهيئة، منوهاً بأن هذا اللقاء لم يحصل إلا لأجل مصلحة هذا الجهاز ولا بد لنا أن نشيد بولاة أمرنا أيدهم الله وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله تعالى، وندافع عنهم ببيعتنا لهم وبما أقاموا من شرع الله في البلاد، وبدعمهم غير المحدود سواء المعنوي أو المادي لهذا الجهاز المبارك، وقد عُهد دعم جهاز الحسبة من ولاتنا جميعاً غير أنه في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد تضاعف الدعم. ثم ذكّر بفضل شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن خيرية الأمة قد ربطت بتطبيقها، وأن المجتمع يحمل خيراً كثيراً.
من جهة أخرى قال مدير عام فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة الرياض الشيخ صلاح بن ناصر السعيد إن الرئاسة وعلى رأسها الرئيس العام تولي عناية كبيرة بالتطوير ورفع مستوى الأداء ولا سيما الميداني منه، وأن هذا الحرص والاهتمام هو امتدادٌ طبيعي لحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين أيده الله على هذا الجهاز المبارك، ودفع عجلة التقدم على جميع الأصعدة، وهذا الملتقى يهدف إلى الالتقاء ببعض المسؤولين ولا سيما من لهم علاقة بأعمال الجهاز. كما أوضح فضيلته أن الملتقى يشتمل على ثلاثة محاور يتحدث من خلالها الأستاذ إبراهيم بن عبدالله الشثري مدير عام الحقوق العامة بإمارة منطقة الرياض حول التعاون بين الجهات الحكومية وأثره في التكامل، وفي المحور الثاني يتحدث الدكتور عبدالوهاب بن سعود السديري رئيس فرع هيئة التحقيق والادعاء العام بمنطقة الرياض عن إجراءات الضبط الجنائي وفق نظام الإجراءات الجزائية، ويختتمها الدكتور عائض الردادي عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان بالحديث عن مضامين حقوق الإنسان في عمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وطرق تعزيزها كمحور ثالث، كما قدّم الشيخ السعيد شكره وتقديره لسمو أمير منطقة الرياض على رعايته الكريمة للملتقى، ولمعالي الرئيس العام على تشريفه للملتقى.
وكان الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض قد استقبل الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ ومدير عام فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة الرياض الشيخ صلاح بن ناصر السعيد ومسؤولي الفرع ورؤساء الهيئات بالمحافظات التابعة لفرع المنطقة يوم أمس في قصر الحكم في ختام ملتقى التكامل الإداري وأثره في رفع مستوى الأداء الذي نظمه فرع الرئاسة العامة بمنطقة الرياض بفندق كورب وسط الرياض وحظي برعاية كريمة من سموه ، وأعرب الرئيس العام للهيئات عن شكره وتقديره لمقام الأمير سطام بن عبدالعزيز على رعايته الكريمة للملتقى.
يُشار إلى أن اللقاءات الثلاثة في الملتقى أُقيمت في قاعة الفندق، حيث كان المحور الأول بعنوان: (التعاون بين الجهات الحكومية وأثره في التكامل) تحدث من خلاله سعادة مدير عام الحقوق بإمارة منطقة الرياض الأستاذ إبراهيم بن عبدالله الشثري بعلاقته بعمل الهيئة ومستوى التكامل الحاصل بين إمارة المنطقة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض يحرص على كل الحرص على الارتباط بين الحكم الإداري والهيئة وبقية الجهات الحكومية، كما أوضح أن حديثه سيكون منصباً على جانب التخصص فقط وأن ما لدى أصحاب الفضيلة رؤساء هيئات محافظات منطقة الرياض من خبرة إدارية عامة لهو على مستوى عالٍ ثم بين طبيعة العمل المؤسسي وكيف ينطلق ابتداءً من المستوى السلوكي والشخصي للأفراد الذين يمثلونه، ثم ذكر أهمية الموازنة بين النزعة الشخصية الاستقلالية والرغبة في العمل الجماعي وقيمته، بعد ذلك بيّن للحضور المقومات الثلاثة للعمل المؤسسي على المستوى الشخصي وهي الرأي الشخصي ومستوى الإدراك ومستوى المعرفة والثقافة، كما أوضح أثر عمق المعرفة في مدى التعاون مع الآخر، وذكر عدداً من الأسباب التي تمنع ميل الناس إلى التكامل والتعاون منها الرغبة في تحقيق النجاح المستقل.
ثم بيّن بعض القناعات التي تحول دون التعاون بين الجهات وذكر منها القناعة بأن التعاون يعني الاندماج الكامل ، وأنه ثمة تناقض بين التعاون والتنظيمات الموضوعة لكل منشأة، وأن السلوك الفردي له الحظ الأوفر من العمل المؤسسي.
بعد ذلك كرّم المدير العام للهيئة بمنطقة الرياض الشيخ السعيد ، إبراهيم الشثري بدرع تذكارية آملين في مزيد من التعاون الذي يحقق التكامل المنشود عملياً.
أما المحور الثاني فقد ألقاه رئيس فرع هيئة التحقيق والادعاء العام بمنطقة الرياض الدكتور عبدالوهاب بن سعود السديري بعنوان (إجراءات الضبط الجنائي وفق نظام الإجراءات الجزائية) فأوضح فيها عدداً من النقاط حول حقوق المتهم، وأهمية عزلها عن تحقيق العدالة في أخذ الحق منه إن ثبتت تهمته، كما بيّن إجراءات الضبط الجنائي من قبض وإحالة وتحقيق وكتابة محضر وبيّن أن لكل جهة اختصاصها، كما أوضح أن من أشرف مقاصد القبض وقاية المجتمع من الشر المماثل.
وبيّن بعد ذلك الفرق بين الضبط الإداري والجنائي، وعدد إجراءات الضبط الأولية وتحدث عن أهميتها، وختم اللقاء بالإجابة عن التساؤلات التي دارت حول تكامل عمل الهيئتين هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهيئة التحقيق والادعاء العام.
ثم ابتدأ اللقاء الثالث من لقاءات الملتقى والذي عنون له ب(مضامين حقوق الإنسان في عمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وطرق تعزيزها)، ويتحدث من خلاله عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان الدكتور عائض الردادي فذكر شيئاً من تاريخ المواثيق الإنسانية وتاريخ تأسيس الهيئة العالمية لحقوق الإنسان التي أصبحت حقوق الإنسان بعد إنشائها شأناً عالمياً بعدما كانت اهتمامات متفرقة بين أفراد، ثم تحدث الدكتور الردادي بعد ذلك عن حقوق الإنسان في الإسلام وأن سبقت تاريخياً كل اجتهادات البشر في تشكيل تلك المواد التي تحفظ للإنسان حقوقه، وضرب على ذلك مثالاً بخطبة الوداع للنبي صلى الله عليه وسلم التي أوضح لكل ذي حق حقه فيها، كما جاء تبعاً لذلك بعض ما ورد عن أهل العلم الشرعي خلال العصور الماضية من تبيين بعض الحقوق.
بعد ذلك شرح للحضور أهداف برنامج نشر ثقافة حقوق الإنسان الذي صدرت الموافقة عليه من المقام السامي وتتبناه هيئة حقوق الإنسان، وهو يهدف إلى نشر تلك الثقافة لدى الجهات الحكومية والخاصة بمختلف تخصصاتها من خلال برامج معدة ومتقنة نُفذ جزءٌ منها على مدى سنتين ماضيتين. وقد أوضح الردادي في حديثه عن مضامين حقوق الإنسان في عمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن نظام الرئاسة العامة للهيئات يتفق في كثيرٍ من بنوده مع نظام هيئة حقوق الإنسان التي تدور حول الضروريات الخمس بمصطلحها الشرعي، وأبدى عدداً من القضايا والظواهر التي هي من اختصاص هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتندرج تحت ما تعنى به هيئة حقوق الإنسان. وتلقى الدكتور الردادي عدداً من التساؤلات حول ما ألقى من معلومات وشكره الجميع على جهوده وقبوله للدعوة ومشاركته في الملتقى.