يصل الرئيس العماد ميشال سليمان رئيس جمهورية لبنان إلى جدة يوم غد الجمعة، في زيارة للمملكة يلتقي خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود. وسيتم خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وكان خادم الحرمين بعث ببرقية الأسبوع الماضي لسليمان، أبدى فيها قلق المملكة من التطورات في لبنان.
وقال خادم الحرمين في برقيته: "تتابع المملكة ببالغ القلق تطورات أحداث طرابلس وخصوصاً لجهة استهدافها لأحد الطوائف الرئيسة التي يتكون منها النسيج الاجتماعي اللبناني، وكما تعلمون فخامتكم فإن المملكة العربية السعودية، وانطلاقاً من العلاقات الأخوية بيننا، والحرص على أمن لبنان واستقراره في ظل سيادته ووحدته الوطنية والإقليمية، لم تألُ جهداً في سبيل الوقوف إلى جانب لبنان ودعمه، بدءاً من اتفاق الطائف ووصولاً لاتفاق الدوحة، علاوة على بذل المملكة ودول مجلس التعاون كافة الجهود في سبيل دعم لبنان اقتصادياً لتحقيق نمائه وازدهاره.
ولعلكم تتفقون فخامتكم على أن هذه الجهود، مهما بلغ حجمها، ووصل مداها سوف تظل قاصرة إن لم تستجب كافة الأطراف اللبنانية الفاعلة لها، وتغلب مصلحة الوطن اللبناني أولاً على ما عداه من مصالح فئوية ضيقة، أو خدمة مصالح أطراف خارجية لا تريد الخير للبنان، ولا المنطقة العربية عموماً.
وأضاف خادم الحرمين "ونظراً لخطورة الأزمة وإمكانية تشعبها لإحداث فتنة طائفية في لبنان، وإعادته - لا قدر الله - إلى شبح الحرب الأهلية، فإننا نتطلع إلى حكمة فخامتكم في محاولة التدخل لإنهاء الأزمة، وفي الإطار العام لمبادرتكم ورعايتكم للحوار الوطني اللبناني. وحرصكم على النأي بالساحة اللبنانية عن الصراعات الخارجية، وخصوصاً الأزمة السورية المجاورة لها".